الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين….
اليوم هو يوم الجمعة وفي مثل هذا اليوم سيكون قيام الساعة ..
وسبحان الله العظيم الحيوانات والكائنات يقال أنها تضطرب وتخاف في هذا اليوم..
ولكن يمر علينا سائر البشر مرور الكرام …وقد لا يشغل الإنسان باله في أن يتفكر
ما لهذا اليوم من شأن عظيم …!! ففي هذ اليوم خلق أبو البشر آدم ..
وفيه أخرج من الجنة …وفيه سيكون يوم القيامة..ومع ذلك فله فضل عظيم..
فهو عيد المسلمين الأسبوعي …وبشارة على حسن الخاتمة لمن مات فيه…
وفيه ساعة عظيمة في آخر النهار يرجى أن تكون ساعة إجابة يستحب الإكثار فيها
من الدعاء والاستغفار وقراءة القران … كما أن قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة لها
أيضا أجر وفضل كبير ..ولكن ماذا أعددنا ليوم القيامة؟؟ وبماذا سنقدم على الله ؟؟؟
وهل نحاسب أنفسنا ؟؟ لو أننا نقرأ القرآن بتمعن لوجدنا أن الله تعالى فصل لنا في هذا
القران عن كل شيء …ولم يترك لنا حجة …ولا عذر ..حتى أنه أخبرنا سلفا بما سنقول
يوم القيامة …وبما سنتحجج من الأعذار فاستمعوا لقوله تعالى حين
يقول ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)
سبحان الله العظيم فهذه هي أعذارنا ….!!ولكن يجيب الله على هذه الأعذار بقوله تعالى
بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60)
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)
سبحان الله العظيم يقيم الله الحجة على جميع البشر بأنه جاتهم آيات الله وكتابه ورسله ولكنهم أعرضوا
وكذبوا بالحق لما جاءهم استكبارا عن قبول الحق فاستحقوا العذاب …
أما المؤمنون الذين استقاموا على شرع الله وأطاعوه فهم الفائزون في ذلك اليوم …
فلا يمسهم السوء ولا هم يحزنون …فالآن نحن هنا في الدنيا دار العمل وبين يدينا كتاب الله
الذي هو منهاجنا ورسائل من ربنا إلينا يرشدنا إليه …ويهدينا الى طريقه المستقيم …
فمن بعد كل هذا يعرض ..؟؟ ومن بعد كل هذا يتباطئ عن العمل …؟؟ إن سلعة الله غالية
إن سلعة الله الجنة ..وتحتاج الجنة الى عمل ..وتعب ومجاهدة للنفس …والراحه ستكون هناك
فالدنيا عمل وجهد وصبر على الابتلاءات المختلفة …اما الجنة فستكون راحة ونعيم مقيم لا يفنى ولا يزول..
يقول تبارك وتعالى ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)
ويقول ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72)
ثم بين الله عز وجل أن هناك صنفين من البشر هناك من يطلب الدنيا وهناك من يطلب الاخرة
فيقول تبارك وتعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ
جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)
كُلًّا نُمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)
انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)
فانظر أيها المسلم أيهما تريد الباقية أم الفانية ….واعمل لأجلها …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق