Wikipedia

نتائج البحث

النفس حيرى

3efrit blogger

الخميس، 21 يونيو 2012

الكلادينج وتلبيس الواجهات 0505295777: ا بوب وشبابيك اليو بي في سي العازلة للحرارة 050529...

الكلادينج وتلبيس الواجهات 0505295777: ا بوب وشبابيك اليو بي في سي العازلة للحرارة 050529...: اليوبي في سي للابواب والشبابيك عالية الجودة وبمميزات تتناسب مع المناطق الحارة وعالية الطوبة مميزات المنتج الجديد مقاوم للحرارة ضد  ال...

الجمعة، 23 مارس 2012

تاهت الكلمات وتطايرت الحروف





 
لاادري ما اقول ولاكيف ابداء فالقلب يعتصرة الالم والعين تدمع انها لحسره لم احس بها من قبل وانااتابع هذا المشهد المريع لااجد كلمات تعبر عن هذه الماساة لتي يعيشها ابناء اليمن تاهت الكلمات وتطايرت الحروف
احبائي اعزائي يااهل اقلوب الرحيمة يااهل الحمية يامن بكم دماء يمنية وانتم تتابعون هذا المشهد المريع لاخوانكم الذى يحصدهم الموت والهوان والذل والعار لكم انتم هل تبقى لكم وقيمة ووزن بعد هذا ام جفت الدماء في عروقكم
اخواني ماذنب هاولا ماذا صنعو حتى لاقو هذا الويل وهذا الشتات وهذه الاهانة
انها العزه والكرامة الذى يسعو اليها يدفعون لها ثمن باهض من دمائهم ومن كرامتهم ومن شبابهم وكهولهم هذا جزاء بسيط ممايعانية اليمنيين ولايعلمة الكثير في شتاء بقاع المعموره شرقا وغربا نتجة نجدهم يدفعون الثمن
اذا من المسئول عن كل هذا اهم هائولا الذى يدفعون الثمن الغالي من دمائهم ام السلطات السعودية الذى تدعى بانها تحمي اراضيها من خروقات التهريب ام الحكومة اليمنة الذى تدعى الفقر على مر الزمان
هو والله مشهد من مشاهد تهز الابدان بل هو قضية ينبغي ان تاخذ اولوية من الجميع
ينبغي ايجاد حلول جذرية سريعة لمعانات هائولا من قبل السلطات اليمنية التي تنعم خيرات هائولا وتمتص خيرات البلاد وتدخل في صراعات مصالح وفرض حكم وسلطة اجبارية فمن يكون هائولا الذى تنصبو حكاما علينا دون ان يلتفتو لمثل هذه المشاهد المؤلمة بصريح العبارة ان حكومات اليمن المتعاقبة قد دخلت مزبلت التاريخ من اوسع الابواب ودماء حكامنا مباحة وقتلهم حل حتى وان اتو بملا الارض مبررات فلاعذر لهم اطلاقا
اما الجانب السعودي الدولة الجارة التي تربطها باليمن الكثير من العلاقات فاولها علاقات الدم الذى لم يابهو لها وثانيها علاقت الاخاء والجوار الذى لم يابهو لها وعلاقت الدين الذى اضاعوها وعلاقت انسانية التي فقدوها نناشدهم بالله على ايجاد حلول تكفل حل مثل هذا الازمة الانسانية

اسباب مرض عرق النسا وعلاجها

عرق النسا
عرق النسا

عرق النسا بفتح النون، مرض يسبب ألما شديدا لمصابيه، كما يصعب معه تحديد مكان الألم، ولكن ما هى أسباب الإصابة بعرق النسا، وما العلاج المناسب له؟

يجيب الدكتور عبد العظيم العوادلى، أستاذ الطب الرياضى، قائلا، إن الضغط على الجذع العصبى الخارج من المنطقة القطنية غالبا ما ينتج عنه ما يعرف بعرق النسا، وهو يعنى الشعور بألم منتشر فى المنطقة القطنية العجزية إلى الإلية إلى الرجل، وقد يمتد للقدم والأصابع، فإذا ما حدث ضغط على أحد الجذوع العصبية فإن الشخص قد يشعر بالألم أسفل الظهر وينزل وينتشر للجهة الخارجية أو الخلفية للفخذ ثم ينتقل إلى السمانة وقد ينتشر فى القدم كلها.

ويشعر المريض ببعض الأعراض المصاحبة للألم العام فى الرجل، كالشعور بالوخز بالإبر والتنميل ولأن الجذع العصبى يحمل الألياف الحسية والعصبية والألياف العصبية الحركية، ففى بعض الحالات يحدث ما يسمى ضعف عضلات الرجل، لذا فالإصابة بعرق النسا ذات علاقة وثيقة بمشاكل الجذوع العصبية، ففى البداية يكون الألم سيئاً فى منطقة أسفل الظهر أكثر منه فى الرجل، ولكن بعد مرور أيام قليلة قد تزيد آلام الرجل أكثر ولا يمكن تجنب الرقود، ولكن يجب ألا يستغرق وقتاً طويلاً على قدر الإمكان.

ويبين الدكتور عبد العظيم أن معظم الحالات يتم شفاؤها خلال شهور قليلة بعد شفاء الإصابة البنائية، ويفيد علاج مثل هذه الحالات التحريك اليدوى للأنسجة الرخوة والتدليك الطبى والعلاج بطريقة الشيهاتسو بالضغط على خطوط ونقاط الطاقة مكان غرس الإبر الصينية.

كما تفيد أساليب المعالجة، وتقويم العظام باليد، كما تلعب التمرينات العلاجية دوراً هاماً لعلاج مثل هذه الحالات، وفى نفس الوقت يتم إعطاء المريض الأدوية قاتلة الألم والمضادة للالتهاب والمرخية للتقلصات العضلية.

وفى الحالات الشديدة يتم عمل شد العمود الفقرى، وفى الحالات شديدة الخطورة التى يزيد فيها ضعف العضلات بدرجة ملحوظة لدرجة سقوط القدم، يتم اللجوء إلى الخيار الجراحى، ولكن بنسبة 90% من المرضى يكون العلاج الطبيعى هو العلاج الأمثل لهم.

المصدر: youm7

عالم الماورائيات

من السهل على الإنسان أن يقطع المسافات البعيدة مشيا على الأقدام، ولكن من المستحيل أن يقفز بجسمه مجردا إلى الأعلى أو أن يقفز إلى الأسفل دون وسيلة، ومن السهل عليه تناول فاكهة الشتاء في الشتاء وفاكهة الصيف في الصيف، ولكن يستحيل عليه تناول فاكهة الشتاء في الصيف إذا ما اشتهاها في الآن واللحظة، ومن السهل عليه أن يستقل طائرة تقله من مكان إلى آخر، ولكن يستحيل عليه أن يستقل الهواء بجسمه أو يركب بساط الريح ينتقل فوق المدن والأقطار. وهكذا يسهل في جانب ويستحيل في جانب آخر، لأن السهولة خاضعة لنواميس الأرض والطبيعة، في حين تمنع هذه النواميس من تحقيق المستحيلات لأنها خلاف الخلقة والوجود.


ولكن هذه المعادلة المُحكمة لها أن تنفتح مغاليقها وتتلوى أعمدة سياجها، بمجرد أن يخلد الإنسان إلى النوم خفيفه أو ثقيله، فتصبح المستحيلات في عالم الوجود والشعور ممكنة في عالم اللاشعور المنفلت عن عقال الأرض وأوتادها، عالم يقطع فيه الإنسان المسافات البعيدة في انطلاقة ربما أسرع من الضوء، ويفوق في طيرانه أسرع مركبة فضائية أوجدها العقل البشري، انه عالم الأحلام صادقها وكاذبها، عالم لا تحده حدود الأرض يصبح فيه كل شيء ممكنا، يعود القهقريا إلى الزمن الماضي، ويستشرف المستقبل، فتصدق في بعضها وتخيب في أكثرها.


عالم الماورائيات


هذا العالم المخملي المتضارب في اتجاهاته بين أحلام وردية تأخذ بصاحبها بعيدا نحو سماء الأمنيات، وبين أحلام رمادية تجذب بصاحبها إلى وديان المعاناة، وبينهما رؤى صادقة، يناقشه الدكتور محمد صادق محمد الكرباسي في كتابه "الرؤيا مشاهدات وتأويل" في جزئه الأول، الصادر عن المركز الحسيني للدراسات بلندن، في 540 صفحة من القطع الوزيري، حيث أفرد مقدمة من نحو مائتي صفحة لبحث حقيقة النوم والنوم المغناطيسي وطرق النوم المثلى وما يصدر عن النوم من أحلام وأطياف ورؤى، وحقيقة النوم والرؤى من الناحية الفلسفية والعلمية والعقيدية، ودور الإرادة والإيمان في نوع المنامات والرؤى، ليدخل بعدها في إيراد ثلاثة أنواع من الرؤى على علاقة مباشرة بالنهضة الحسينية وشخص الإمام الحسين (ع)، باعتبار أن الرؤيا من المبشرات يراها الإنسان المحظوظ في عالم الرقاد، وكما جاء في مسند أحمد بن حنبل:1/288، قال النبي محمد (ص): (أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له)، أو قوله (ص)، كما في مسند ابن حنبل:1/410: (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة). على إن الرؤيا في ذاتها كما يذهب المصنف: "ليست من المسائل الاعتقادية التي يؤثر الإعتراف بها سلباً أو إيجاباً في العقيدة شيئا".


وكما إن اليقظة عالم الماديات والحواس الظاهرة في جسم الإنسان، تنتج عنها أفعال وإرادات من سنخ الأرض والحياة الدنيا، فان النوم عالم الماورائيات غير الظاهرة، تنتج عنه أفعال وإرادات غير خاضعة لسنخية الأرض، وان كانت في صورها العامة لا تخرج عن مظاهر هذه الدنيا، على إن النوم حالة رقود جسم الإنسان وانخفاض عمل الحواس إلى أدنى مستوياتها، وله مرادفاته ومستوياته، فمنها: الخفقة، النعاس، الكرى، السِّنة، الغفوة، الرقاد، والسبات، ويرى النيسابوري (350-429 هـ) أن عملية النوم تمر بمراحل، فعنده: "أول النوم النعاس، وهو أن يحتاج الإنسان إلى النوم، ثم الوسن وهو ثقل النعاس، ثم الترنيق وهو مخالطة النعاس العين، ثم الكرى، والغمض وهو أن يكون الإنسان بين النائم واليقظان، ثم التغفيق وهو النوم وأنت تسمع كلام القوم، ثم الإغفاء وهو النوم الخفيف، ثم التهويم والغرار والتهجاج وهو النوم القليل، ثم الرقاد وهو النوم الطويل، ثم الهجود والهجوج والهيوع وهو النوم الغرق، ثم التسبيخ وهو أشد النوم"، فيما يرى الشيخ الكرباسي أن مراحل النوم هي: "كرى فخفقة تدل على النعاس تتلوها سِنة فغفوة فنوم فرقاد فسبات".


بين منزلتين


وبشكل عام فان النوم ينظر إليه العلماء من منظار خلفياتهم العلمية، وهذا ما يبحثه المؤلف تحت عنوان "النوم .. تعريفه"، فهو: "غشية ثقيلة تهجم على القلب فتبطل عمل الحواس"، وهو: "الغالب على القلب والسمع والبصر"، وهو: "المبطل للوضوء"، وهو: "الركود الذي تأخذ حواس الحيوان لعوامل طبيعية في بدنه"، وهو: "الغيبة عن المحسوسات الظاهرة"، وبتعبير لقمان الحكيم: "إنما النوم بمنزلة الموت وإنما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت"، وبتعبير المؤلف: "حالة صحية تعتري الإنسان عادة بعد عناء النهار"، وقد يعترض النوم الإنسان لأسباب مرضية أو طبية أو كيمياوية أو نفسية مثل التنويم المغناطيسي، كما إن النوم حالة يشترك مع الإنسان الحيوان والنبات.


والفترة الطبيعية للنوم هو الليل الذي يستريح فيه الإنسان من عناء العمل في النهار، وهذه سنّة الحياة، كما يقول الرب الجليل في الآية 61 من سورة غافر: (الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا)، وقد وضع العلماء للنوم في ساعات النهار أسماء عدة حسب الوقت، فهناك: نوم العيلولة ووقته بين طلوع الفجر والشمس، وهذا النوم يورث الفقر والنكد، ونوم الفيلولة وهو بعد طلوع الشمس وهذا يورث الضعف والفتور، ونوم القيلولة وهو قبل زوال الشمس، وهو ممدوح يجعل المرء يستعيد نشاطه من جديد، ونوم الحيلولة وهو بعد الزوال وهو غير محبذ، ونوم الغيلولة وهو قبل غروب الشمس وهو مذموم يورث الوهن والكسل.


نظريات ومرويات


وتحت عنوان "دورة النوم واليقظة في الأحياء"، يشرح المصنف مراحل النوم وساعاته للفئات العمرية، جامعا بين العلم والشرع. ثم يقدم تحت عنوان "نظرة العلم الحديث إلى النوم" شروحات حول أسباب النوم وعوامله من الناحية الفسيولوجية مستخدما رسومات بيانية لمعرفة الموقف الطبي والعلمي لكل نظرية، ويقدم فهمه للنظرية فيقف مع واحدة ويخالف أخرى ويصحح ثالثة، فهناك: نظرية التسمم الذاتي أو "النظرية الكيمياوية"، ونظرية مركز النوم العصبي أو "النظرية العصبية"، ونظرية شبكة النوم واليقظة أو "النظرية الشبكية"، ونظرية التوعية الدموية أو "النظرية الفيزياوية"، ونظرية الإثارة والكف أو "النظرية التذبذبية"، ونظرية النوم عادة وراثية أو "النظرية الوراثية"، ونظرية القوة الروحية أو "النظرية الروحية". ولكن رغم النظريات الكثيرة لمعرفة "حقيقة النوم" فإنها كما يقول المؤلف: "وإن لم تكن بعيدة عن حقيقته إلا أنها ليست حقيقته تماما، وإنما هي أمور ملازمة له وأدوات مسيرة لعملية النوم واليقظة"، غير انه من الثابت أن "الهدف من النوم" هو الخلود إلى الراحة واسترجاع القوى المنهارة، كما في الحديث المروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) (ت 148 هـ): "الكرى يقتضي النوم الذي فيه راحة البدن وإجمام قواه"، فهناك استراحة لخلايا هدّها العمل وبناء لأنسجة أعياها النهار.


والنوم الطبيعي لا يأتي فجأة ومرة واحدة، كما إن حالة النوم نفسها فيها مراحل وأشواط يقطعها النائم لا يشعر بها، أثبتتها التجارب العلمية، ولذلك يرى المؤلف وبملاحظة الشروحات الطبية المسندة بالرسوم البيانية أن النائم يقطع خمس مراحل، تبدأ بالمرحلة الأولى "التمهيدية" وتنتهي بمرحلة "النوم الأعمق" وما بينهما "النوم الخفيف" و"النوم المتوسط" و"النوم العميق" وهناك "نوم غير مألوف" يُشكل مرحلة سادسة، وهذه الدورة من النوم تتكرر في الليلة الواحدة بين 4 إلى 6 تتخللها يقظات، ومعظم الأحلام تحصل في الدقائق ربما في الثواني الأخيرة قبل اليقظة. كما إن لطريقة الاستلقاء دورها في تحقق الأحلام ونوعها، وأثرها على الصحة البدنية سلبا وإيجاباً، ويتحدد الإنسان بأربعة أشكال من النوم على البطن والظهر والجانبين الأيسر والأيمن، وغير ذلك فإنها غير طبيعية، ويحاول المؤلف أن يسترشد بالطب وبالمرويات وبالتجربة في بيان "الطريقة المثلى للنوم" لتحقيق راحة الجسم ومشاهدة أحلام سعيدة أو رؤيا صادقة، وأفضل أنواع النوم هو على الجانب الأيمن، وهو نوم النبي محمد (ص) حيث كان ينام على الجهة اليمنى ويضع خده على كفه الأيمن، ومن المرويات في هذا الإطار نصيحة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) (148-203 هـ) للمأمون العباسي (170-218 هـ) يقول فيها: (إن النوم سلطان الدماغ وهو قوام الجسد وقوته فإذا أردت النوم فليكن اضطجاعك أولا على شقك الأيمن ثم انقلب إلى الأيسر وكذلك فقم من مضجعك على شقك الأيمن كما بدأت به عند نومك وعوّد نفسك القعود من الليل ساعتين وادخل الخلاء لحاجة الإنسان والبث فيه بقدر ما تنقضي حاجتك ولا تطل فيه فإن ذلك يورث داء الفيل) أي ورم وتصلبات في الساق والقدم.


حقيقة التنويم المغناطيسي


ويشكل "التنويم المغناطيسي" أو "النوم بالإيحاء" محورا آخر من النوم، له استخدامات عدة، وقائم على الإيحاء وقدرة المنوم أو الطرف المؤثر على تسليط إرادته على النائم أو إخضاع إرادة النائم إليه، أي: "إخضاع الطرف الآخر للنوم بواسطة الإيحاء، وبتعبير آخر التأثير عليه عبر أمواج مغنطية يوجهها المنوِّم إليه"، والعملية بمجموعها تمثل حسب تعبير الشيخ الكرباسي: "سلطة ذي الإرادة الأقوى على ذي الإرادة الأضعف".


ويعود "تاريخ التنويم المغناطيسي" إلى زمن سحيق، قيل بدأ مع خلق الإنسان، وقيل: "انه يعود إلى الكلدانيين والبابليين والإغريق وغيرهم، ولكنه لم يكن معروفا بهذا الاسم وقد استخدمه بعض علماء المسلمين وغيرهم ضمن علم السحر تارة، وعلم الطب تارة أخرى، وقد عبروا عنه بالتسخير"، فهو: "تسخير الروح الإنساني في حال حياة جسمه، وأداته الإيحاء وأثره الطاعة"، ويشار إلى الفيزيائي النمساوي، فرانز انطون مسمر () (1734-1815م)، بأنه أثبت علميا في العام 1775م هذا النوع من النوم وحيثياته، واعتبر أن في الإنسان سيالا مغناطيسيا له أثره في تنويمه، وكان الفيزيائي الإنكليزي الدكتور جيمس بريد () (1795-1860م)، أول من أطلق عليه في العام 1841م إسم "hypnotic trance"، أي الغشية المغناطيسية أو التنويم المغناطيسي كما هو المشهور، ويسمى "Hypnotic State" أيضا، وهي كلمة مشتقة من كلمة "Hypnosis" اليونانية والتي تعني النوم.


ومن الناحية الشرعية فان الفقيه الكرباسي يرى: "أن التنويم المغناطيسي بما انه نوع اصطناعي فلا يجوز شرعا استخدامه إلا لحالات استثنائية علاجية" وهذا يقودنا إلى مسألة شرعية أخرى: "أن المنوِّم إذا قام بعملية التنويم من غير رضا الطرف الآخر فإذا اقترف شيئا فهو المسؤول عن تلك الأعمال ويعاقب دون النائم، وأما إذا كان برضاه فكلاهما مسؤولان..".


الوحي في القرآن والسنة


ولما كان الوحي من مفردات الرؤيا، فان المؤلف شرحه في مبحث مستقل، ذلك أن الوحي من حيث اللغة والاصطلاح هو: "كل ما ألقي إلى الغير ليعلمه كيف كان، ثم غلب الوحي عند المتشرعة فيما يلقى إلى الأنبياء من عند الله تعالى. ومنهم من قال أن الوحي هو إعلام في خفاء. وربما أطلق الوحي وأريد منه الموحى أي اسم المفعول، فيكون عند المتشرعة هو كلام الله المنزل على أنبيائه".


والوحي كما جاء في القرآن المجيد فهو يشير إلى معان عدة، فهو: الإلهام أو التسخير: (وأوحى ربك إلى النحل) سورة النحل: 68، ومن الإلهام الإلقاء: (وأوحينا إلى أم موسى) سورة القصص: 7، والوحي يعني الإشارة بأية واسطة: (فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا) سورة مريم:11، والوحي يشير إلى التحدث: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) سورة الشورى: 51، كما إن من هذا الوحي: "رؤيا الأنبياء دون غيرهم.. وألحقوا بذلك رؤيا الأئمة الأطهار من آل الرسول"، ويرى الشيخ المفيد العكبري البغدادي (338-413 هـ) إن: "أصل الوحي الكلام الخفي ثم يطلق على كل شيء قصد به إفهام المخاطب على السرّ له على غيره، والتخصص له به دون من سواه وإذا أضيف إلى الله تعالى كان فيما يخص به الرسل خاصة دون سواهم على عرف الإسلام وشريعة النبي".


وينتقل المؤلف من الوحي إلى "الإرادة" ودورها ببعض أنواع التنويم ليدخل إلى المبحث الرئيس الذي انعقدت عليه لحمة كتاب "الرؤيا مشاهدات وتأويل"، فيبدأ ببحث "الرؤيا في اللغة والإصطلاح"، فالكلمة مشتقة من الرأي، والفعل منها يقع عبر ثلاث قنوات: العين والعقل والروح، فان استخدم العين كان بمعنى شاهد، وان استخدم العقل كان بمعنى اعتقد، وان استخدم الروح كان بمعنى حَلَمَ. ومن مرادفات الرؤيا الحلم والمنام، وعند المقارنة بين الألفاظ الثلاثة أمكن القول: "في الغالب يستعمل المنام في مطلق ما يراه النائم، والحلم فيما لم يكن صادقا، والرؤيا فيما إذا كان صادقاً".


ومن التعريف العام ينتقل المؤلف إلى بيان "الرؤيا في القرآن"، وعدها سبعة، فهي رؤيا النبي إبراهيم (ع) في ذبح ابنه إسماعيل (ع) والنبي يوسف (ع) وسجود أهله له، ورؤيا من سجن مع يوسف (ع)، ورؤيا عزيز مصر في قحط بلاده، ورؤيا الرسول محمد (ص) في غزوة بدر، ورؤياه (ص) في دخول مكة، ورؤياه (ص) في إعتلاء بني أمية منبره وهم على شكل قردة على قول بعض المفسرين. ومن القرآن ينتقل المؤلف إلى "الرؤيا في الحديث"، فقد ورد عن النبي محمد (ص): (خياركم أولو النهى. قيل يا رسول الله ومن أولو النهى؟ فقال: أولو النهى أولو الأحلام الصادقة)، ويستنتج المحقق الكرباسي من الحديث: "أن نوعية الرؤيا ترتبط بمدى المكانة العلمية لصاحب الرؤيا إذ أن أرباب العقول الكاملة بعيدون عن الهلوسة والأضغاث"، وقد ميز الإمام جعفر الصادق (ع) بين الرؤى والأحلام في حديث طويل، منه: (أما الكاذبة المخلفة فان الرجل يراها في أول ليلة .. وأما الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل ... وذلك قبل السحر فهي صادقة لا تخلف إن شاء الله إلا أن يكون جنبا أو يكون على غير طهر أو لم يذكر الله عزل وجل حقيقة ذكره فإنها تخلف وتبطئ على صاحبها).


الحلم سريرة المرء


وينتقل المؤلف إلى تفاصيل "حقيقة الرؤيا" القائمة على عضادتي الاستقبال والبث، ويعتقد أن: "الداعي إلى الرؤيا قد يكون القلق النفسي أو الطموح، أو الخبر المسموع، أو المشاهدات أو التخيلات أو الأفكار، أو رؤى سابقة على هذه الرؤيا إلى غيرها من أمور تكون مصدرا من مصادر الرؤيا، وقد تكون هناك عوامل جسمية وأمراض وعقاقير استعملها الإنسان في اليقظة..". وقد اختلف العلماء في تصنيف حقيقة الرؤيا وهي لا تخلو من تصنيف روحي وآخر مادي، وقد أورد المؤلف آراء عدة لفلاسفة وعلماء وأطباء، ويرى بعضهم أن الأحلام كاشفة عما في سريرة المرء ولهذا قال قائلهم "خبّرني بأحلامك أخبرك ما دخيلتك".


كما إن الروح هي الكاشفة عن رؤى المستقبل وهي الكاشفة عن الماضي: "لأن الروح بإمكانها رؤية المستقبل بل الماضي لشفافيتها وتمكنها من أقامة الاتصالات..". ولهذا يستقل المؤلف ببحث خاص عن "الروح" والتي يقول عنها الإمام جعفر الصادق (ع) في وصفها: (إن الأرواح لا تمازج البدن ولا تواكله وإنما هي كلل للبدن محيطة به)، ويرى المصنف وجود سنخية بين روحي الإنس والجن، وتأثير ذلك على بعض أجزاء الرؤيا من خلال قنوات اتصال بين روح الإنس وروح الجن، ولهذا عندما سأل نصرانيان الإمام علي (ع) عن الرؤيا الكاذبة والصادقة قال في حديث طويل: (إن الله تعالى خلق الروح وجعل لها سلطانا فسلطانها النفس، فإذا نام العبد خرج الروح وبقي سلطانه فيمر به جيل من الملائكة وجيل من الجن ..).


والحديث عن الرؤيا يقود إلى الحديث عن "النفس" وهي حاصل ارتباط الروح بالجسم عبر شفرة إلهية، كما إن: "النفس يمكن تنميتها لتصل إلى أعلى درجات الكمال، وهي أيضا يمكنها أن تتلون بالعديد من الألوان، وهي كذلك تموت بفك الارتباط، كما إنها تأتي بإعادة الارتباط" وموطنها القلب، ولها علاقة بالإرادة.


كما إن الحديث عن الروح والنفس والإرادة يقود إلى الحديث عن "العقل" بوصفه القوة التي تقيّم الأمور وتزنها وتختار ما هو الأنسب والأصح في الموقع المناسب، وكما يقول النبي محمد (ص): (إنما يدرك الخير كله بالعقل) وقوله (ص): (قوام المرء عقله)، والعقل منبع الأفكار كما يقول الإمام علي (ص): (العقول أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب –النفس- والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمة الأعضاء)، والتكليف الإلهي مرتبط بالعقل، كما إن الفكر يستمر في نشاطه حال النوم، وهو ما يبحثه المؤلف بقراءة علمية وطبية لمخطط الدماغ، وتأثير هذا النشاط على الأحلام ورؤيتها.


ومن آثار رباعية الروح والنفس والإرادة والعقل "الحاسة السادسة" والتي هي نتاج "إدراك يحصل خارج دائرة الحواس الخمس الظاهرة أو الباطنة"، وبهذه الحاسة يتوصل الإنسان إلى حقائق قبل حدوثها، وهنا تتحد الحاسة السادسة مع الرؤيا الصادقة من حيث النتيجة.


شروط الرؤيا الصادقة


والرؤى منها الصادقة ومنها دون ذلك وهي أضغاث أحلام، ويشترط في الصادقة: راحة المعدة، راحة النفس، راحة الجسد، الخلو من الأمراض، النوم المتوسط، انعدام الإثارة، عدم استخدام وسائل خارجية، صلاح السريرة، النوم المنتظم، وأخيرا النوم على الطهارة وبخاصة الجنابة. وإذا تحققت هذه الشروط تحققت الرؤية الصادقة، وبغير ذلك تصاعدت الأحلام الكاذبة أو ما يعبر عنها بالوسوسة الشيطانية، كتصاعد الدخان.


على انه "يجوز في الرؤيا ما لا يجوز في اليقظة"، فالرؤيا تختلف عن واقع اليقظة بأمور كثيرة منها:


- البعد الزماني: أي سرعة الزمان، حيث يقطع المرء المسافات البعيدة في لحظات.
- الاتجاه الزماني: أي الماضي والمستقبل، فلا تعد هناك حواجز لانتقال المرء بين الماضي والمستقبل.
- تناسخ الأرواح: حيث يتحقق تناسخ أرواح البشر في الحيوانات.
- الحلول: حيث يحل الشيء في شيء آخر.
- الاختزال: حيث يختزل الحلم الوقائع كاختزال الفيلم أو الكتاب.
- خفة الحركة: حيث يحلق المرء بما يشبه انعدام الجاذبية على الأرض أو الكون.
- العمل بالمستحيل: حيث يباح العمل في عالم الرؤيا ما لا تبحه قوانين الطبيعة.
- الدمج: وقد تستخدم في الرؤيا حركة اليقظة مع صورة النوم.
- وبشكل عام: "إن حقائق الرؤيا لا تختلف عن حقائق اليقظة إلا إن متعلقاتها تختلف، فلم يؤت في الرؤيا حقيقة لم نعرفها في اليقظة بل إن الحقائق تتبادل على أرضية متعلقاتها، فالطيران مثلا موجود في اليقظة لا أن الإنسان يطير بل الحمام هو الذي يطير، وهكذا..".


وكما إن لعموم الرؤيا شروطها، فان لـ "نسيان الرؤيا" عواملها أيضا، وهي لا تخلو من: الاستيقاظ أو الإيقاظ المفاجئ، وضعف جهاز التخزين، وانعدام التفاعل مع الرؤيا، وانشغال البال، وكثرة المعلومات المودعة، وكثرة الرؤيا، والمرض، أخيرا تحقق الأجواء غير المناسبة من تعب ونوم على شبع مفرط ومرض وغير ذلك.
ويتناول الكتاب قبل أن يدخل في صلبه، الحالة البرزخية "بين اليقظة والنوم" حيث يرى المرء ما يراه النائم، وهي حالة: "خارجة من السيطرة الكاملة لقوة الشعور وأصبحت تسبح في فلك اللاشعور" ويعبر عنها بين الألسنة "كنت بين النائم واليقظان"، والحالة البرزخية فترة خصبة يستعين بها بعض المتصوفة في إجراء: "طقوسهم العملية، أو إلهاماتهم المزعومة".


بعد هذه المقدمة العلمية المستفيضة في مجريات عالم النوم، يدخل المؤلف في تناول ثلاثة أنواع من الرؤى على ارتباط من قريب أو بعيد بالإمام الحسين (ع)، فالقسم الأول خاص بالرؤيا التي رآها الإمام الحسين (ع)، وهي 12 رؤية، والقسم الثاني رؤى رآها آخرون أثناء حياة الإمام الحسين (ع) وهي 22 رؤية، والقسم الأخير رؤى رآها آخرون بعد استشهاد الإمام الحسين العام 61 هـ حتى العام 260 هـ وفيه غاب الإمام الحجة المنتظر عن الأنظار في غيبته الصغرى، وهي 41 رؤية.


جهد متميز


وامتاز عمل المؤلف في تصنيفه للرؤى، بأن أعمل جهده عند ترقيمها وترتيبها وبيان زمن وقوعها باليوم والشهر والسنة، وتحديد مكان حصول الرؤيا وضبط نص الرؤيا، وبيان مقتضيات الرؤيا. وفي تعبير الرؤيا اعتمد المصنف في ذلك على ما موجود من نصوص مفسرة تضمنتها روايات النبي (ص) وأهل بيته (ع)، أو استخدام المفردة في التعبير عن احد المعصومين (ع)، أو استخدامها من قبل أرباب التعبير، أو استخدامها في أمثالها من قبل العلماء، أو اشتهار ذلك وشيوعه، واستنباط ذلك من الأصول اللغوية أو الممارسات العملية.


كما إن القارئ ليس بحاجة لأن يصعد مراق صعبة في تسقّط المعلومة من بين ثنايا الكتاب، فان الفهارس المتعددة الأغراض سُلّمه إلى قاعدة البيانات والمعلومات، ولذلك فقد ضم هذا الجزء الفهارس التالية: فهرس الآيات المباركة، الأحاديث والأخبار، الأمثال والحكم، الأعلام والشخصيات، القبائل والأنساب والجماعات، الطوائف والملل، الأِشعار، التأريخ، الرؤى، الفهرس اللغوي، مصطلحات الشريعة، المصطلحات العلمية والفنية، الوظائف والرتب، الآلات والأدوات، الإنسان ومتعلقاته، الحيوان ومتعلقاته، النبات ومستحضراته، الفضاء ومتعلقاته، الأرض ومتعلقاتها، المعادن، الأماكن والبقاع، الزمان، الوقائع والأحداث، المؤلفات والمصنفات، المصادر والمراجع، فهرس مؤلفي المراجع، بالإضافة إلى فهرس محتويات الكتاب ومندرجاته.


وفي خاتمة الكتاب قدمت البروفيسورة في الشؤون الإسلامية في جامعة كونكورديا في مونتريال، المستشرقة الكندية ليندا كلارك ، قراءة نقدية، تعرضت فيها إلى مفهوم الرؤى في الثقافة العربية قبل الإسلام وبعده، ولاحظت أن: "المؤلف يصنف كلا من هذه الرؤى على إنها إما واضحة وحرفية، أو تتطلب تفسيرا، وأينما تطلبته الرؤى تعبيرا، فان معاني الرموز الفردية ومعاني الرؤية ككل، سيتم شرحها مستعملا أبعد ما يمكن من مفاتيح أعطيت مسبقا عبر الوصايا الشفهية"، وكان للعرض الجديد والمتميز الذي قدمه الدكتور محمد صادق الكرباسي في فهم النوم والأحلام، أثره الكبير في قلب البروفيسورة ليندا كلارك، ما حدا بها الى تقديم محاضرات من وحي الكتاب في عدد جامعات كندا والمملكة المتحدة.

اسرار وخفايا علم الماورائيات

اسرارخفية في عالم الماورائيات

لقد عُرف التواصل مع الكائنات الغيبية منذ بدايات التاريخ. وكانت تختلف هذه الكائنات الماورائية حسب اختلاف ثقافة القبيلة أو الحضارة أو الشعب، وبالتالي اختلفت أوصاف هذه الكائنات وتسمياتها. فعرف مفهوم الجن، والشياطين، والعفاريت، والأرواح، والأشباح، والغول، والمارد، والحوريات، والملائكة... وغيرها. كل شعب كان يتميز عن غيره بكائناته الغيبية والتقاليد التي تحكم التعامل معها.
كان التواصل مع الآلهة (من خلال طقوس ومراسيم وشعائر مختلفة) مألوفاً بين جميع الكهنة القدماء. وقد وصل إلى مرحلة متقدمة بين كهنة مصر الفرعونية، واليونان، والصين، وكهنة التبت، واليابان والهنود والأشوريين، والسلتيين. أمَّا الأنبياء والقديسون والروحانيون الذين ظهروا في زمن الرسالات وقبله وبعده، فقد استلهموا إرشاداتهم المقدَّسة عن طريق هذا النوع من التواصل رغم اختلاف المظهر والأسلوب.
كان العالم القديم محكوماً تماماً بهذا المنطق الغريب، المختلف عن المنطق الذي نألفه الآن. منطق يعتمد على مفاهيم ما ورائية تربط عالمنا المادي الملموس بعالم آخر غير مرئي تسكنه كائنات غير مرئية ويبدو أن تأثيرها كان واضحاً على طريقة حياة القدماء وتفكيرهم وسلوكهم وتعاملهم مع بعضهم البعض. ما هو عالم الغيب هذا، أو عالم الأرواح الذي تحدث عنه القدماء؟.. وما هي حقيقة هذه الكائنات الغيبية التي تعاملوا معها واعتمدوا عليها في تسيير شؤونهم اليومية وحتى المصيرية؟
كيف يمكن أن تسود هذه الأفكار وتنتشر بين تلك الشعوب لولا استنادها على بعض من المصداقية؟ فهي الشعوب ذاتها التي بنت حضارات عظيمة لازالت آثارها تفتن القلوب وتجعل الباحثين يتخبطون في حيرة ودهشة ويقفون بخشوع أمام عظمة تلك الإنجازات الجبارة.
في الحقيقة، لا نستطيع بناء صورة واضحة وصريحة عن حقيقة الواقع الذي عايشته هذه الشعوب القديمة. لا نستطيع تحديد بدايات وأصول هذه المفاهيم بدقة ولا حتى تفاصيل هذه الممارسة التي احتلت حيِّزاً كبيراً من حياتهم اليومية. كل ما لدينا من معلومات حول هذه الأمور المثيرة للجدل جاءتنا من مصدرين رئيسيين ولا يمكن الاعتماد عليهما في بناء نموذج حقيقي أصيل خالٍ من الشوائب والتفسيرات الملتوية وأحيانا مزورة وملفقة: المصدر الأوّل هو دراسات المؤرخين المنحازين تماماً لسلطات فكرية ـ دينية مختلفة معادية تماماً لتلك الشعوب المندثرة. فلا نستطيع مثلاً الاعتماد على المؤرخين المتدينين الذين يعتبرون أرسطو وسقراط وهيراقليطوس... وغيرهم من مفكري العالم القديم بأنهم وثنيين ومتوحشين غير متنورين لأنهم عاشوا في عصر جاهلي قبل زمن الرسالات. أما الباحثون العلمانيون الذين برزوا بعد عصر النهضة، خاصة علماء الانثروبولوجيا، وعلماء الاجتماع، وحتى علماء الآثار، فيكفي أن نعلم بأنهم كانوا (وبعضهم لا يزال) يشيرون في دراساتهم إلى الشعوب القديمة بالإضافة إلى الشعوب الوثنية المعاصرة المنتشرة في أرجاء مختلفة من العالم حالياً، بأنهم متوحشون SAVAGES أو بدائيين PRIMRTIVES، ولا تخلوا دراساتهم من عنصر الترفع والاستعلاء على تلك المجتمعات.
فنستنج حينها بأن هذه الشعوب لم يتم إنصافها إطلاقاً. وللأسف الشديد، جميع المراجع التي تناولت العهود القديمة هي مراجع من هذا النوع. أما المصدر الثاني فهو المخطوطات التي تحتوي على تعاليم سحرية مقززة للنفوس، جاءتنا من أوساط مشبوهة كالمشعوذين الدجالين وطالبي الرزق الذين ينسبون علومهم إلى عصور غابرة مما يجعلنا نصدق هذا الكلام فنمقت القدماء وطريقة تفكيرهم معتمدين في حكمنا هذا على ما نراه من مظاهر مقيتة مصدرها هؤلاء المشعوذين.
من أين جاء مفهوم عالم الغيب والتواصل مع الكائنات الغيبية؟
ليس لدينا أي دليل يشير إلى أصول أو مصدر هذه الفكرة التي كانت ولازالت تعتبر الأكثر إثارة للجدل. ولكي نتوصل لنتيجة مجدية، كل ما نستطيع فعله هو الاعتماد على الاستنتاجات التي نخرج بها من خلال قراءة ما بين سطور تلك الدراسات والمراجع المحرّفة التي تناولت هذا الموضوع بانحياز وعدم الإنصاف.
ساد في تلك الأزمنة أيضاً الاعتقاد بالروح المرشدة (أو الروح المرافقة)، وتختلف مفاهيمها باختلاف ثقافات القبائل والحضارات والشعوب. لكنها تلتقي جميعاً وتتمحور حول الاعتقاد بأن الطفل الصغير يولد معه روح مرشدة لكي تحميه وترشده في خوض معترك الحياة، ولولاها لما استطاع البلوغ إلى مرحلة الرشد (الرجولة). وهذه الروح المرشدة لا تظهر تلقائياً أو تتجلى بسهولة أمام صاحبها حيث وجب على الشخص أن يتَّبع طريقة محددة (حسب اختلاف الثقافات) بحثاً عن روحه المرشدة والتواصل معها. وقد اختلفت الطرق والأساليب بين القبائل والحضارات. يمكن أن تكون عبارة عن الالتزام بخلوة مع ألذات في مكان معزول حيث يتم ُّالتواصل مع الروح بعد مضي فترة من الزمن على عملية الاختلاء، أو يمكن أن يتبع أفراد بعض القبائل طقوس الرقص البحراني (كقبائل الزوني)، يقام هذا النوع من الرقص في حفلات صوفية نشطة حيث يدخل الفرد المحتفل به في حالة بحران (شبه غيبوبة) خلال الرقص على إيقاعات محددة، فيتواصل مع روحه المرشدة. وهناك بعض القبائل يتناول أفرادها أعشاب مخدرة (مثل الماريجوانا) فيدخلون في حالة وعي بديلة ويتواصلون مع روحهم المرشدة. وساد بين الهنود الحمر الذين سكنوا أمريكا الشماليَّة تقليد يسمى بالسعي للبحث عن رؤيا. فعندما يبلغ الطفل سن مبكرة من عمره، يرسله والديه إلى الطبيعة ليسرح وحيداً في البراري، ذلك من اجل البحث ومن ثم التواصل مع روحه المرشدة. هذه العملية كانت تعتبر ضرورية حتى ينال بعدها الطفل القدرة على التواصل مع عالم الغيب ومن ثم يصبح مستعداً للدخول في مرحلة البلوغ (الرجولة) دون مواجهة صعوبات. فيسرح الطفل ويتجوّل وحيداً في العراء ثم يخيّم في مكان معزول تماماً، فيخوض مرحلة صوم قاسي يدوم أحياناً أياماً عديدة، يمتنع خلالها عن الطعام والشراب، ويبدأ بالصلوات والتأمّل، ويصيح طالباً الحصول على رؤيا أو إشارة تدلّ على تجاوب روحه المرشدة معه. وبعد مرور فترة على خلوته، يدخل الفتى في غيبوبة أو يأتيه حلم أثناء نومه العادي فتتجسد روحه المرشدة فيتواصل معها. فيستمد بعدها الفتى قوة فكرية وعقلية استثنائية (حدس قوي) بالإضافة إلى إحساس سليم بغاية معيّنة أو هدف رئيسي في الحياة. وهذا يجعله يدخل معترك الحياة بثقة وإقدام ومن ثم يخوضها بنجاح.
أما الشامانيون (أطباء القبائل)، فكان لهم أرواحاً مرشدة خاصة بهم. لكنها تتميّز عن أرواح الأشخاص العاديين. فلا يستطيع أحد أن يصبح شامانياً إلا إذا تواصل مع هذا النوع من الأرواح المميزة التي تتمتع بقدرات سحرية استثنائية. فهذه الأرواح تمدُّ الشاماني بقدرات سحرية هائلة، بالإضافة إلى قيامها بأخذ مكانه في جسده أثناء الغيبوبة (أي تختفي شخصية الشاماني وتظهر شخصية أخرى تماماً وتتواصل مع الحضور وتجيب على أسئلتهم المختلفة). ويمكن للشاماني أن يحضّر الروح المرشدة أمامه ويراها شخصياً ويتحدث معها ويستعين بها لإتمام مهماته المختلفة.

وسادأيضاً بين القبائل مفهوم الأرواح المرشدة الجماعية. أي تلك التابعة للأصنام التيعبدوها TOTEM. فكانت تحمي كامل القبيلة من الشروروتجلب لها الخيرات. (تذكروا هذه الفكرة جيداً)
أمامفهوم الاستحواذ possession، فكان راسخاً بقوة في طريقة تفكيرالقدماء. ويقصد به أن شخصية الفرد تختفي بطريقة غامضة لتأخذ مكانها شخصية أخرىغريبة، تختلف تماماً عن شخصيته الأصلية. وهذا الاستحواذ له مظاهر كثيرة. فعرف مايسمى باستحواذ الشيطان (لكن هذه الحالة اعتبروها فيما بعد بأنها الجنون العادي أوالهستريا أو الانهيار العصبي). وهناك الاستحواذ اللاإرادي، أي تتخذ شخصية الفردشخصية أخرى غريبة عنه بينما تتراجع شخصيته الأصلية وتختفي تماماً حيث يستطيع بعدهاأن يتكلم بلغات غريبة لم يتعلمها من قبل في حياته.
أما المظهر الأكثر إثارة الذي ساد بين أفراد بعض المجتمعات فهو الدعوة للأرواح (أو الجن أو الآلهة أو الملائكة أو الأموات أو غيرها من كائنات غيبية أخرى التي تختلف حسب اختلاف الثقافات) أن تدخل إلى أجسامهم بشكل إرادي، ومن ثم التواصل مع الأحياء لإرشادهم أو تزويدهم بمعلومات غيبية. وهذه المظاهر موجودة بين العديد من المذاهب الصوفية الإسلامية حيث يقيمون الصلوات والرقصات وغيرها من طقوس مختلفة من أجل استحضار الأرواح (أو الجن)، ويمكن أن تكون الروح التي ينادونها هي تابعة للسيد أو الشيخ الذي وجد هذا المذهب لكنه متوفى. وبعد أن يدخلون في حالة بحران أو غشية يقومون حينها بأعمال استثنائية وإنجازات خارقة كغرس السيوف في أجسادهم أو المشي على النار أو غيرها من معجزات.
هناك طوائف مسيحية عديدة تعتقد بظاهرة الاستحواذ من قبل روح القدس، ويمارسون طقوساً معيّنة من أجل استحضاره فيستحوذ عليهم ويعمل على شفاء الكثير من الممارسين من العلل والأمراض بالإضافة إلى إنجازات استثنائية أخرى. وطوائف مسيحية أخرى تقيم الصلوات من أجل التواصل مع روح القدس كي تمنحهم الإلهام والإرشاد والمساعدة، لكنهم لا يسلكون طريقة الاستحواذ.

أشهرالأرواح التي لازالت مجموعة بشرية كبيرة تناديها لمعالجتهم هي العائدة لشخصيةالطبيب الفنزويلي خوسيه هيرناندز JOSE HERNANDEZ ،والمثير في الأمر هو أن هؤلاءيشفون فعلاً، حتى من السرطان!. إن كل مواطن من سكان فنزويلا يعرفون روح هذا الرجلجيداً ومعجزاتها غير المحدودة.
وعرفتهذه الظاهرة عند الإغريق، فكان المتنبئون والعرافون يستحوذون من قبل الأرواح أوكائنات غريبة أخرى، يحصل هذا بعد أن يدخلوا في حالة بديلة من الوعي (غشية أو شبهغيبوبة) فيتنبؤن بالمستقبل ويزودون الحضور بمعلومات غيبية (اشهر مراكز التنبؤالإغريقية كان معبد دلفي DELPHI).
وقد لعب مفهوم الاستحواذ دوراً رئيسياً في الطقوس الدينية والعبادية عند سكان جزر الكاريبي، والأمريكيتين، والشرق الأوسط، والهند، وأفريقيا. أما الدرويديون (كهنة الديانة السلتية التي سادت في بريطانيا وأيرلندا) فمارسوا هذه الطريقة
خلال قيامهم بالحفلات السنوية من أجل استحضار الآلهة الأمGAIA لكي تستحوذ عليهم وتزودهم بالطاقة الإلهية المقدَّسة.


وهناك مخطوطات صينية قديمة تعود لأربعة آلاف عام تتكلم عن عرافين صينيين يتعاملون مع الأرواح يشار إليهم باسم wu، وكان الأباطرة يستشيرونهم في مسائل مصيرية كثيرة شخصية ورسمية تخص الدولة، فكان هؤلاء الوسطاء الروحيين ينقلون النصائح القادمة من الأرواح إلى الإمبراطور.
أمثلة كثيرة تشير إلى أن الاستحواذ كان يلعب دوراً رئيسياً في العالم القديم، إن كان ذلك في الطقوس الدينية أو في الحياة اليومية للشعوب. ولم يكن التواصل مع عالم الغيب مقتصراً على شعب معيّن أو مذهب فكري أو روحي معيّن، أو محصوراً ضمن منطقة أو بلاد معيّنة. جميع سكان الأرض كانوا في إحدى فترات التاريخ القديم يتواصلون بطرق مختلفة مع عالم الغيب أو عالم الأرواح أو الملائكة أو الجن أو غيرها من كائنات أو كيانات خفيَّة. وكان يقتصر هذا التواصل على نوع معيّن من الأشخاص لديهم القدرة على التواصل بسهولة (أي وسطاء) كالشامانيين أو الكهنة أو العرافين... فكانوا يدخلون في حالات بديلة من الوعي (غيبوبة، شبه غيبوبة، بحران...) تختلف أساليبها وطقوسها حسب اختلاف الثقافات أو العادات أو المعتقد، فيتواصلون مع عالم الغيب أو الكائنات التي تمثله.
إن ظاهرة التواصل مع عالم الغيب ليست مهنة أو حرفة مبتكرة ظهرت في إحدى مراحل التاريخ. بل تعود إلى ما قبل التاريخ، منذ ظهور الإنسان على الأرض. وشكلت جزءاً أساسياً من تجربة الإنسان اليومية منذ انبعاثه إلى الوجود. وتعتبر عنصراً أساسياً في أصول وبدايات أعظم المذاهب الروحية التي برزت عبر التاريخ. فهذا المفهوم ليس محصوراً فقط في مجال ضيّق يمثل السحر والعرافة والتبصير وقراءة الطالع والتنجيم وغيرها من مظاهر مختلفة نألفها اليوم، والتي تعتبر من قبل الكثيرين ضرباً من الشعوذة والنفاق. هذا التواصل الروحي يشكل مظهراً مهماً من مظاهر الوعي الإنساني... تجربة أساسية من تجارب الإنسان وخبرته في الحياة. ومع ذلك، لازلنا نجهل حتى هذه اللحظة ما هي حقيقة هذه الظاهرة وما الهدف من وجودها وآلية عملها الحقيقية.
في فترات تاريخية معيّنة، كانت ظاهرة التواصل مع عالم الغيب بجميع مظاهرها وأشكالها المختلفة، تعتبر مقبولة وتعدّ أساسية في الحياة اليومية للشعوب، بجميع مستوياتهم الاجتماعية والعلميَّة. وهناك فترات أخرى اعتبرت فيها هذه الظواهر غير طبيعية وغريبة عن المنطق البشري المألوف، واعتبر التعامل بها عملاً لا أخلاقياً أو ملحداً أو وثنياً. حتى أنها اعتبرت في إحدى الفترات جريمة يعاقب عليها القانون بشدة! فأعدم الكثير من ممارسيها حرقاً أو خنقاً، أو غرقاً، أو رجماً بالحجارة. وهناك فترات تعتبر فيها هذه الظاهرة مظهراً شاذاً أو مزعجاً من مظاهر الكائن البشري ! أو تصبح عبارة عن موضة أو صرعة يتحمّس لها الناس لفترة معيّنة ويتعاملون معها ثم يملَّون منها ويمضون إلى ملاحقة صرعات أخرى كما هو الحال اليوم.



السحر الشعائري والشعوذة
Ceremonial Magick and Sorcery

اقتباس من كتابات الماسوني الرفيع "مانلي بالمر هول" Manley P. Hall
"التعاليم السرّية لكل العصور" (1928)
".. إن معظم الكائنات المتجسّدة خلال جلسات تحضير الأرواح هي عبارة عن كيانات غير مادية تتنكّر داخل مجسمات أثيرية مؤلفة من محتوى فكري ينبع من الوسيط ذاته والذي يرغب في تحضير ومشاهدة هذه الكائنات غير المادية.."
مانلي بالمر هول
السحر الشعائري هو فن قديم يهدف إلى استحضار والتحكم بكائنات روحية عبر الاستعانة بتطبيقات علمية معيّنة ذات صيغة معيّنة ووفق منهج معيّن. الساحر، المرتدي لثوب مميّز حاملاً في يده عصا (صولجان) كما توصفه الصور الهيروغليفية، يستطيع من خلال قوة تكمن في بعض العبارات والشعارات والطلاسم أن يتحكم بالسكان غير المرئيين لعناصر العالم الخفي. بالرغم من أن السحر الشعائري الكامل المتأصل من عصور غابرة لم يكن بالضرورة شريراً، إلا أن عمليات التحريف والإفساد التي تعرّض لها ساهمت في بروز مدارس سحرية باطلة، زائفة، غادرة، كاذبة، وشريرة.. والتي أصبحت تُعلّم ما يُسمى السحر الأسود black magic.
مصر، التي كانت مركزاً عظيماً للمعرفة والتعليم والمولد الأصلي للكثير من الفنون والعلوم، وفرت بيئة مثالية للعمل في مجال الماورائيات واختبار العوالم المتجاوزة لحدود الإدراك. هنا بالذات، استمرّ المشعوذون (العاملين في السحر الأسود) الناجين من أطلنطس، في ممارسة الفنون المستثمرة لقواهم العقلية الخارقة حتى تمكنوا أخيراً من اختراق وتقويض وإفساد القيم الأصيلة للحكمة الأساسية. من خلال تأسيس طبقة كهنوتية فاسدة، اغتصبوا المناصب التي كان يحتلها المنتسبين الأساسيين للحكمة المقدسة، وبهذا سيطروا بالكامل على المراكز الحساسة في الحكومة الروحانية القائمة.
راح السحر الأسود يمثّل تعاليم دين الدولة مما سبب الشلل الكامل لكافة النشاطات الروحية والفكرية للفرد من خلال إرغامه بتقديم الطاعة والإذعان الكامل، دون تردد أو تفكير، للتعاليم الفاسدة التي صاغتها الطبقة الكهنوتية الفاسقة. أصبح الفرعون دمية في يد المجلس الفاسق والمؤلف من مجموعة من المشعوذين الذين ارتفعوا إلى مراكز السلطة بدعم ومساندة الكهنة.
باشر هؤلاء المشعوذون بعدها بعملية تدمير منهجي لجميع المفاتيح المؤدية للحكمة القديمة، ذلك لكي لا يتمكّن أحد من الحوزة على المعرفة الضرورية للوصول إلى مرحلة الاحتراف دون أن ينظمّ أولاً لنظامهم السرّي المنحرف. قاموا بإفساد وتشويه طقوس المعارف السرّية في الوقت الذي ادعوا فيه بصيانتها والمحافظة عليها، حيث حتى لو تمكن المنتسب إلى النظام من اجتياز الدرجات الأولى مرتفعاً إلى مستوى يخوّله حق الاطلاع على الأسرار المقدّسة سوف يعجز عن ذلك. تم إدخال الوثنية إلى تلك العلوم التطبيقية الراقية، وذلك من خلال التشجيع على عبادة التماثيل والصور (أصنام) والتي شيّدها الحكماء الأوائل كرموز وشعارات للدراسة ووسائل للتأمّل وتخزين الطاقة الحيوية.
وُضعت تفسيرات كاذبة لرموز وأرقام المعارف السرّية، ثم ابتُكرت أفكار ديينية منحرفة ومتشددة بهدف إرباك وتشويش عقول الأتباع. أصبحت الحشود البشرية، المحرومة من حقها الطبيعي في المعرفة والتنوّر، تحبو زاحفة.. متخبطة في ظلام الجهل إلى أن تحوّلت أخيراً إلى عبيد مذلولة تحت أقدام الروحيين المنافقين. سادت الخرافات في كل مكان وكل مجال دون استثناء، وسيطر المشعوذون بالكامل على شؤون البلاد، وكانت النتيجة أن الإنسانية لازالت حتى اليوم تدفع ثمن سفسطة الكهنة المشعوذين الأطلنطيين والمصريين، والأديان الشمولية حول العالم اليوم المُبتكرة من قِبلهم كوسائل فعّالة لاستعباد الحشود.
مع اقتناعهم بالكامل بأن النصوص المقدسّة سمحت به، كرّس العديد من القبلانيين (معتنقي الفلسفة القبلانية Qabbalists) في العصور الوسطى حياتهم لممارسة السحر الشعائري. يعتمد الفكر التجاوزي للفلسفة القبلانية على الصيغة السحرية القديمة للملك سليمان، والذي طالما اعتبره اليهود أمير السحرة الشعائريين.
من بين القبلانيين في العصور الوسطى هناك عدد كبير من السحرة المشعوذين الذين تاهوا عن المفاهيم النبيلة المتمثلة بـ"سيفر يتزرع" Sepher Yetzirah( منهج قبلاني)... ووقعوا في شرك الشعوذة وعبادة الشيطان. عملوا على إتباع طريقة حياة شاذة مثل استخدام المرايا السحرية، الخناجر المقدسة المكرسة لغرض نبيل، الدوائر والطلاسم والخواتم.. إلى آخره، بدلاً من إتباع الحياة الفاضلة، الخالية من الطقوس الشاذة والتعامل مع الكائنات غير البشرية، والتي لا تتوانى عن رفع الإنسان إلى مرحلة الكمال.
إن الذين رغبوا في التحكم بأرواح "العناصر الأربعة" من خلال السحر الشعائري فعلوا ذلك على أمل الحصول من العوالم الخفية إما على معرفة غيبية أو قوى خارقة. "العفريت الأحمر" الصغير لـ"نابليون بونابرت" و"الرؤوس النبوئية" سيئة السمعة لـ"دي ماديتشي" de Medici هي أمثلة على النتائج الوخيمة التي ترتبت على أمثالهم نتيجة السماح لمخلوقات خفية لأن تملي على الإنسان مسيرته في الحياة.
لكن بنفس الوقت، فالعفريت الحكيم والمثقّف التابع للفيلسوف سقراط، والذي يُعتبر حالة استثنائية نادرة، يشير إلى حقيقة مهمة هي أن الطبيعة الأخلاقية والفكرية للساحر تلعب دوراً مهماً في نوع الروح التي يحضّرها. ومع ذلك، فحتى "العفريت" الذي كان يخدم سقراط تخلى عنه عندما حُكم عليه بالإعدام.
إن الوسائل الحالية للتعامل مع عالم الغيب وكافة أشكال الظواهر السحرية يمثّل دروب ضيّقة عمياء.. ثمار الشعوذة الأطلنطية. وبالتالي فإن الذين تخلّوا عن الدرب الفلسفي المستقيم واختاروا السير في هذا الدرب المنحرف لا بدّ في النهاية من أن يقعوا ضحايا حماقتهم وطيشهم. الإنسان الذي يعجز عن السيطرة على شهواته وميوله ليس مؤهلاً لأن يتعامل مع الكائنات الروحية الهائجة والعاصفة.
لقد خسر الكثير من السحرة حياتهم كنتيجة لفتح الباب أمام كائنات روحية للدخول والتحوّل إلى مشاركين فاعلين في شؤونه الحياتية. عندما استحضر "أليفاس ليفي" Eliphas Levi ما ظنه بأنه روح الفيلسوف "أبولونيوس التياني" Apollonius of Tyana، ما الذي كان يأمل في إنجازه؟ هل يمكن لإشباع الفضول أن يمثّل دافعاً كافياً ليجعل الفرد يكرّس كل حياته لخدمة مجال خطير وغير مجدي؟ إذا كان "أبوليونوس" قد رفض الكشف عن أسراره للدنيويين خلال فترة حياته، فهل يُعقل أنه سيكشف عنها بعد مماته للفضوليين الأرضيين؟
حتى أن "أليفاس ليفي" بذاته لم يجرؤ على الجزم بأن الروح التي حضرت أمامه كانت فعلاً لذلك الفيلسوف العظيم، لأنه أدرك جيداً بأن "العناصر" (القوى الفكرية المختلفة التي يُظنّ بأنها أرواح) لديها نزعة دائمة لانتحال شخصيات الذين ماتوا. إن معظم الكائنات المتجسّدة خلال جلسات تحضير الأرواح هي عبارة عن كيانات غير مادية تتنكّر داخل مجسمات أثيرية مؤلفة من محتوى فكري ينبع من الشخص الوسيط ذاته والذي يرغب في تحضير ومشاهدة هذه الكائنات غير المادية.

السحر الأسود بين النظرية والتطبيق
يمكن تفهّم بعض من جوانب النظرية المعقّدة وكذلك التطبيق العملي للسحر الشعائري من خلال استخلاص بعض النقاط الرئيسية من القواعد المُفذلكة التي يستند عليها.
أولاً: الكون المرئي لديه نظير غير مرئي، وهو من قسمين، المستويات العلوية التي يقطنها أرواح خيّرة وجميلة، والمستويات السفلية، التي هي مظلمة ومحظورة، ويسكنها الأرواح والشياطين الخاضعة لقيادة الملاك الساقط وأمراءه العشرة.
ثانياً: من خلال الإجراءات السرّية للسحر الشعائري، يصبح ممكناً التواصل مع هذه الكائنات الخفية والحوزة على مساعدتها في بعض من المشروعات البشرية الدنيوية. الأرواح الخيّرة تميل دائماً لمنح مساعدتها لأي مشروع يرغبه الساحر، بينما الأرواح الشريرة تخدم فقط الذين يضمرون الشرّ ويرغبون في التدمير والتشويه.
ثالثاً: من الممكن عقد اتفاقية أو حلف أو تعهّد مع الكائنات الروحية حيث يصبح بعدها الساحر لبعض الوقت (يتم تحديد مدته) سيداً آمراً لأحد هذه الكائنات.
رابعاً: يُمارس السحر الأسود الحقيقي بمساعدة كائن روحي شرّير، يخدم الساحر طوال فترة حياته، لكن وفق الشرط الموضوع مسبقاً خلال التعهّد والقائل بأن الساحر سيصبح خادم مطيع لكائنه الشرّير بعد مماته وانتقاله إلى الحياة الأخرى. ولهذا السبب يُلاحظ بأن العامل في السحر الأسود يذهب بعيداً في تجاوزه الحدود الأخلاقية والقيام بأي عمل ممكن لإطالة فترة بقاءه على قيد الحياة، لأنه يدرك جيداً بأن أمور كثيرة غير مستحبّة تنتظره بعد القبر.
إن أخطر أشكال السحر الأسود هو التحريف العلمي للقوى السحرية من أجل تحقيق غايات شخصية. إن الشكل العام والمُبسّط لهذا الأمر هو "الأنانية البشرية"، حيث أن الأنانية هي المسبب الأساسي لكل الشرور في العالم. فالإنسان مستعدّ لمقايضة روحه الأبدية مقابل "سلطة" دنيوية مؤقّتة، وعبر العصور الطويلة تطوّرت آلية غامضة مكنته من إجراء هذه المقايضة على الدوام.

البافوميت Baphomet، تيس "منديز" Mendes
تعتمد ممارسة السحر (أسود أو أبيض) على قدرة الفرد على التحكّم بالطاقة الحيوية الكونية، وهي تلك التي يسميها "أليفاس ليفي" بالعامل السحري العظيم أو الضوء الخفي. من خلال التلاعب بهذا الجوهر السيولي (الأيثر)، تتجسّد
الحالة المتجاوزة للمادة (ظواهر خارقة أو ماورائية). هذا التيس الهرمافروديتي hermaphroditic
(يتخذ شكل ذكر وأنثى)، أي تيس "مينديز"، هو مخلوق مُركّب تم تشكيله للتعبير عن ذلك
"الضوء الخفي" (الأيثر). إنه يشبه "البافوميت"، الإله المقدّس بالنسبة للمنتسبين
إلى مدرسة السحر الشعائري (الأسود)، "فرسان الهيكل" Templars،
والذينربما حصلوا على الفكرة من بلاد الشرق خلال فترة
الحملات الصليبية.

بين فروعه العديدة والمختلفة، يشمل هذا الفنّ الأسود كل أشكال السحر الشعائري تقريباً، بما فيه التنبؤ بواسطة استحضار الأرواح، الشعوذة، التجديف، وأخيراً شرب الدماء (خلال الطقوس الشيطانية). وتحت نفس العنوان، لدينا أسماء عصرية مثل المسمرية mesmerism، والتنويم المغناطيسي hypnotism، طبعاً هناك استثناء وحيد وهو استخدامهما لأغراض طبية علاجية، لكن رغم ذلك لازال هناك مخاطرة في الأمر.


رغم أن شعوذات العصور الوسطى بدت وكأنها اختفت إلى الأبد، إلا أن هناك دلائل وفيرة تشير إلى أنه، وفق أشكال متعددة من التفكير العصري، خاصة تلك التي يسمونها "فلسفة الازدهار"، "تنمية قوة الإرادة" ميتافيزيقياً، تعليم طرق التسويق التجاري "عالي الضغط"،... وغيرها، اتخذ السحر الأسود شكلاً جديداً واسماً جديداً لكن جوهره ومضمونه بقي هو ذاته.


كان الدكتور "جوهانز فاوستوس" Dr. Johannes Faustus ساحر معروف جيداً من العصور الوسطى، وأشير إليه بشكل عام "الدكتور فاوست". من خلال دراسة المخطوطات السحرية تمكن من تسخير أحد "العناصر" الروحية، والذي خدمه لسنوات عديدة ووفق أشكال متنوعة. انتشر الكثير من الأساطير حول قدرات وانجازات الدكتور فاوست. في إحدى المناسبات قام هذا الفيلسوف، والذي كان مزاجه مرحاً في حينها، برمي عباءته فوق مجموعة من البيض الموضوعة في سلّة إحدى النساء البائعات في السوق، مما جعلها تفقس فوراً. وفي مناسبة أخرى، بعد وقوعه في الماء من على متن قارب صغير، تم انتشاله وإعادته إلى القارب وملابسه بقيت جافة تماماً.


لكن مثل باقي السحرة الآخرين، انتهى أمر الدكتور بكارثة قضت على حياته. لقد وجدوه مقتولاً في صباح أحد الأيام وسكيناً مغروساً في ظهره، واعتُقد بأن خادمه الروحي هو الذي قتله. رغم أن "الدكتور فاوست" الذي تحدث عنه الشاعر "غوثيه" يُعتبر بشكل عام أنه شخصية خيالية، إلا أن هذا الساحر كان حقيقياً وعاش فعلاً في القرن السادس عشر. ألف الدكتور "فاوست" كتاب يوصف فيه تجاربه مع الأرواح، والمقطع التالي مقتبساً منه: (وجب أن لا نخلط بين الدكتور "فاوست" و"يوهان فاوست"، مالك مطبعة).


".. بينما العامل في السحر الأسود الذي يوقّع حلفه مع عفريته "العنصر" يكون في البداية مقتنعاً بأنه قوي بما يكفي للسيطرة بالكامل على القوى الموضوعة تحت تصرّفه، لكنه سيكتشف لاحقاً بأن هذا مجرّد وهم. قبل أن تمرّ سنوات عديدة، سوف يضطرّ إلى توجيه كل قواه للاهتمام بموضوع المحافظة على الذات. فالعالم المرعب الذي لزم مصيره به نتيجة شهواته الدنيوية يقترب منه يوماً بعد يوم، حتى يصبح على حافة بحر هائج باضطراب عظيم، ويتوقّع في أي لحظة أن يسقط فيه ويُجذب إلى أعماقه العكرة..

.. خائفاً من الموت.. لأنه سيتحوّل إلى خادم لعفريته.. يبدأ الساحر باقتراف الجرائم، جريمة بعد جريمة، لإطالة وجوده الدنيوي البائس. مدركاً بأن الحياة مُصانة من قبل قوة حياتية كونية غامضة والتي هي من الخواص العامة لكافة المخلوقات، يتحوّل الساحر إلى مصاص دماء خفي، سارقاً هذه الطاقة الحياتية من الآخرين. حسب خرافات القرون الوسطى، كان العاملين في السحر الأسود يحوّلون أنفسهم إلى ذئاب werewolves ويجوبون الأرض ليلاً، مهاجمين الضحايا المساكين طمعاً بقوة الحياة الكامنة في دمائهم

الماورائيات

هل شعرت يوماً بأن شخصاً ما سيزورك وبعد لحظات تسمع رنين الجرس لتكتشف أنه (بشحمه ولحمه) يقفُ أمامك؟!.. وهل فكرت بصديقٍ غائب تفتقده.. لتُفاجأ بعد دقائق باتصاله؟!.. وهل تساءلت لماذا تشعر الأم - تحديداً - بما يحدث لأبنائها رغم أنهم بعيدون ولا تراهم ؟!.. كل هذا ليس وهماً أو خرافة.. لكنه في ( الباراسيكولوجي) حقيقةٌ محتملة الحدوث!
الباراسيكولوجي أو ما وراء النفس هو علم حديث برز مع نهاية القرن التاسع عشر ويبحث في الظواهر النفسية والذهنية الخارقة التي تحدث لبعض الأشخاص، والتي عجز العلم عن إيجاد تفسير لها.. لا بأدوات علم النفس التقليدية ولا حتى عن طريق التحليل النفسي الفرويدي؛ لذا لجأ المهتمون إلى دراسة هذه الظواهر عن طريق الفيزياء الحديثة.. ومن أهم الظواهر التي يدرسها: التخاطر Telepathies، التحريك عن بعد Telekinesis، الاستبصار أو رؤية ماهو خارج نطاق البصر Clairvoyance، الخروج من الجسد Astral Projection بالإضافة إلى الاتصال بكائنات غير منظورة Spiritism !
ولأن الأسئلة تؤجج التوق إلى المعرفة.. دعونا نرتب بوابات الدخول حتى لا نضيع.. ولنبدأ بأول المفاتيح التي كانت بيد (ماكس سوار) حيث أطلق تسمية (الباراسيكولوجي) لأول مرة في العام 1885م، ثم جاء العالم جوزيف راين وزوجته ليؤسسا لأول مختبر من هذا النوع في جامعة ديوك عام 1934م، وما أن حل العام 1969م حتى تم الاعتراف بالجمعية الباراسيكولوجية من قبل الجمعية الأمريكية للعلوم وأصبح علماً يُدرس في الجامعات العريقة..
يقول عضو جمعية الباراسيكولوجية الأستاذ حسن حافظ: "داخل كل إنسان قدرات خاصة (تقل أو تكثر) تبعاً لتركيبته العضوية والنفسية.. وإذا كان كل مافي الكون يشع بما فيه دماغ الإنسان وجسمه الحي الذي يرسل ذبذباته (ألكتروماكنتك) ومعها أشعة (ألفا 10) وأشعة (كاما).. فمتى ما تشابهت هذه الذبذبات مع ذبذبات إنسانٍ آخر فإنه تم التوافق بينهما وأمكن عندئذٍ الاتصال بين طرفين مرسل Decoding ومستلم Incodin بعد إجراء تمارين تتعلق بتقوية الأشعة المرسلة أو المستقبلة في داخل الإنسان، والواقع أنه لا يمكن لأحد أن يعرف أسرار الروح ويسبر أغوارها وإنما يمكن الإحاطة بشيء من تأثيرات الروح بدليل {ويسألونك عن الروح.. قل الروح من أمر ربي}.. كما أن هذه القدرة لا يمتلكها شعبٌ دون آخر لكنها موجودة عند جميع الشعوب خاصة لدى البوذيين والهنود حيث تختزن أجسادهم تلك القوى المشعة عن طريق التأمل العميق مع إجراء بعض الرياضات الروحية التي تعمل على تركيز الذهن والتأثير في الآخرين".
العلماء والباحثون يُجربون دائماً فتح العلب (المغلفة) لإيجاد تفسير منطقي وواضح.. وكان آخر ما توصلوا إليه هو أن الغدة الصنوبرية التي تقع في نهاية القسم الأوسط من الدماغ والتي مازالت وظيفتها مجهولة هي بمثابة (هوائي) عن طريقها يتسلم الإنسان أو يرسل من وإلى العالم الخارجي كل رسائله الذهنية، ومن هنا يأتي سر حجمها لدى الطيور إذ يصل إلى عشرة أضعاف حجمها لدى الإنسان.. فعن طريقها تهتدي هذه الطيور إلى أعشاشها!
كل ذلك التاريخ وهذا التفسير لم يحم (الباراسيكولوجي) من الشكوك الملتفة حوله كشرنقة.. ولم تعصمه من أسهم المنتقدين ورصاصات أهل الدين.. خاصةً وأنه حمل تسميات عديدة منها (علم الخوارق)، (علم النفس الغيبي) وأخيراً (قدرات الساي).. يقول الباحث المصري الأستاذ ياسر منجي: "ربما يلتبس الأمر على البعض نتيجة لاستخدام لفظ (العلوم الغيبية) مما ينتج سوء الفهم والخلط بينها وبين مفهوم (الغيب الديني) في ذهن القارىء، ولتوضيح ذلك أقول ان ذلك من قبيل الدلالة الاصطلاحية.. بمعنى أن كلمة (غيبية) هي عبارة عن مصطلح يطلق على هذه العلوم نتيجة لطبيعتها (الخفية) أو (الكامنة).. ونظراً لأن قوانينها ومعادلاتها لم تكتشف كاملة فهي ما زالت في رحم الغيب، والمشتغلون بالبحوث الأكاديمية يعلمون معنى المصطلح تماماً، فالكلمة الواحدة قد يكون لها معنى ما في القاموس ثم تستخدم استخداماً دارجاً مغايراً في المعنى من قبل رجل الشارع، ثم قد تستخدم استخداماً ثالثاً مختلفاً تماماً، وهذا هو ما ينطبق على لفظة (غيبية) والتي تستخدم من قبل علماء الدين على أنه علم يختص بمعرفته الله سبحانه ولا يشرك فيه أحداً من عباده.. ولأجل ذلك أفضل استخدام مصطلح (العلوم الماورائية) بالإضافة إلى مصطلح (القوى الخفية) رغم ما يحويه من ظلال مثيرة للخيال!".
ورغم التشكيك الذي يعبث أحياناً بجذوة السؤال.. ويجعل من (الأفكار) كائناً يفتقد النمو والتطور.. وجد (الباراسيكولوجي) الاهتمام داخل أهم المنشآت السرية في أمريكا والاتحاد السوفيتي، فمنذ الخمسينيات لم يكن السوفيت يعترفون بالعلوم الماورائية غير أنهم في العام 1954م اكتشفوا تسريباً للمعلومات تم عن طريق إجراء تخاطر ذهني مع العاملين في غواصة في عمق الماء!.. ولعل أكبر تجربة يمكن الحديث عنها هو ما حدث بعد سقوط طائرة (التوباليف) حيث استعانت المخابرات الأمريكية بأحد المدربين في الماورائية والذي دخل في غيبوبة وبالتدريج تمكنوا من جمع معالم الصورة ومعرفة مكان الطائرة والوصول إليها قبل أن يصل إليها خبراء ال KJB ، وفي أوكرانيا تم العثور على مختبر عسكري كان يستعمل مولدات خاصة لتدمير صحة الرئيس الروسي السابق (يلتسين)، واستخدم الرهبان في فيتنام هذه القدرات أثناء الحرب الأمريكية الفيتنامية في الستينيات، وفي الثمانينيات استخدمها الرئيس الأمريكي (كارتر) لمعرفة وضع المخطوفين من قبل الطلبة الإيرانيين، كما درب السوفيت رجال الفضاء على التخاطر الذهني للاستعانة بهم في حال حصول عطل في المركبة الفضائية، في حين استخدم الهنود التخاطر لرصد حركة الجنود الانكليز أثناء حرب الاستقلال!
التجسس لم يكن المجال الأوحد لبروز هذه القدرات.. فقد بات الشغف بها يصل إلى عامة الناس عبر ما يسمى ب الاستشفاء.. والذي يُعرف ب العلاج بالطاقة ومن أشهر الطرق المستخدمة في وقتنا الحالي (المايكروبيوتك)، (الريكي)، (التشي كونج)، (التأمل الارتقائي)، ( الهاتا والراجا يوجا) و أخيراً ال (NLP).. وتعد تجربة جامعة بغداد في إنشاء مركز استشفاء هي التجربة الأولى في العالم العربي في مجال العلاج بالطاقة والتي بدأت في العام 1996م لكنها لم تستمر طويلاً حيث أُغلق المركز في العام 2003م نتيجةً لأعمال الشغب!..
يقول أستاذ الفيزياء الكونية بجامعة اليرموك في الأردن الدكتور العراقي محمد باسل الطائي: "ما أعرفه أن أحداً لم يقف بالضبط على حقيقة هذا العلم لكنني صنفت مصادر الظواهر الباراسيكولوجية إلى ثلاثة مصادر: الأول قدرات ذاتية في الإنسان.. كل إنسان ولكن بقدرٍ متفاوت، الثاني استخدام الجن، والثالث مواهب ربانية تأتي كمنحة أو تكريم لعباده الصالحين نتيجة تقواهم واستغنائهم عن الدنيا.. وقد وجدت من خلال تحليلاتي الشخصية لحالات كثيرة أن المصدر الثالث هو أصفاها وأنقاها وأصدقها.. ويعود شغف الناس بهذا العلم إلى أنه من الغرائب وكل غريب مرغوب فضلاً عن كونه يعطي الإنسان قدرات خارقة يرغب فيها كثير من عامة الناس.. أما عن إمكانية تدريس هذا العلم في الجامعات العربية فالأمر لا زال بعيد المنال ولم يتحقق منه شيء ذو بال حتى يكون علماً له أصوله.. هناك اجتهادات مختلفة.. والحقيقة أنا شخصياً لا أسميه علماً بل (ظواهر خارقة للعادة).. لأن الظواهر الباراسيكولوجية تعاني من كثير من المشكلات التي تلم بها وتمنع خضوعها لسياق الظواهر الطبيعية مما يعيق علمنتها!".
السينما لم تكن بعيدة عن هذا فهي ترصد كل غريب وتعمل بمقولة "كل غامض.. مثير للفضول".. حيث خرجت لنا بأفلام كثيرة تتفاوت ما بين العمق والسطحية في تناول مثل هذه الظواهر.. وتدفع أحياناً للتفكير في حال اليائسين مثل (ماتيلدا) التي لجأت لقدرات خارقة تنقذها من سطوة مديرة المدرسة!
العراقيون الذين كانوا السباقين إلى الاهتمام بهذا العلم في العالم العربي.. وأكثر الدارسين له وعلى رأسهم الدكتور (اليماني عبدالحافظ).. أثبتوا - لي أنا على الأقل - بأن البؤس والأوضاع المزرية تدفع الناس إلى البحث عن حلول.. عن خوارق.. عجزت كل الأشياء الحقيقية والملموسة عن منحها لهم!
ولأن (اليائسين) كثر.. ترى كم شخصاً الآن جرب بعينيه أن يحرك الصفحة ؟!

الأربعاء، 14 مارس 2012

نعم لتصالح والتصافح

الالفة والمحبة هي اساس التماسك بل هي جزاء لايتجزاء من تطور الشعوب ونهضتها ونحن اليوم في اليمن بامس الحاجة الى المصالحة الجادة والالفة والاخاء والمحبة الصادقة من اجل بناء يمن جديد يمن مزدهر مشرق ياخذ دورة العربي والاقليمي كما كان فعال من قبل وهذا يتطلب الكثيرمنا0
بكل تاكيد حكومت الوفاق الوطني هي المخرج الوحيد لحل هذه الازمة التى عصفة باليمن لمدت عام وما يتطلبة الوقت الحالي منا هو الدعم والعون والمساعدة بشتى الوسائل المتاحة 0
كما ينبغي الكف عن التحريض والمشادات التى نراها هنا وهناك بكل اسف هذه الامور لاتخدم اليمن وليسة عامل مساعد لاخراج اليمن من هذه الدوامة بل مثل هذه الامور تقف عائق امام حكومة الوفاق وتشكل لها كثير من الصعوبات بل انها تكاد توقف تحركها كليا0
فلماذا لانحشد كل الطاقات لاجل اليمن لاجل بناء يمن جديد ودولة حديثة تحتكم الى شريعة الاسلام ودستور وقانون يحفظ حقوق الجميع دون تمييز وعنصرية0
دون نبرة الحزبية والولا الضيق لماذا لانجعل ولائنا لليمن قبل ان نجعلة للحزب فالوطن قبل الحزب 0
حثنا الدين الاسلامي على التعاضد والمحبة  حيث جاء في محكم كتابة قولة تعالى    إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ إن التنازع مفسد للبيوت والأسر، مهلك للشعوب والأمم، سافك للدماء، مبدد للثروات: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  صدق الله العظيم 0

احبائي بالخصومات والمشاحنات تُنتهك حرمات الدين، ويعم الشر القريب والبعيد، ومن أجل ذلك سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساد ذات البين بالحالقة، وهي لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين.
اذا نحن بحاجةإلى إصلاح الذي يدخل الرضا على الجميع، ويُعيد الوئام إلى اليمن واهلها .. إصلاح تسكن به النفوس، وتتآلف به القلوب .. إصلاح يقوم به عصبة خيرون، شرفت أقدارهم، وكرمت أخلاقهم، وطابت منابتهم، وإنهم بمثل هذه المساعي الخيرة يبرهنون على نُبل الطباع وكرم السجايا.
أيها الأحبة: إن سبيل الإصلاح عزيمة راشدة، ونية خيرة، وإرادة مصلحة، وإن بريد الإصلاح حكمة المنهج، وجميل الصبر، وطيب الثناء .. إنه سبيل وبريد يقوم به لبيب تقي، يسره أن يسود الوئام بين الناس: وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً
إن من ومن حسن الاعمال صلاح النية، وابتغاء مرضاة الله، وتجنب الأهواء الشخصية، والمنافع الذاتية، وإذا تحقق الإخلاص حل التوفيق بإذن الله، وجرى التوافق، وأنزل الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.
أما من قصد بإصلاحه الترؤس والرياء، وارتفاع الذكر والاستعلاء، فبعيد أن ينال ثواب الآخرة، وحري ألاَّ يحالف التوفيق مسعاه: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً 0
احبائي اليمن امانة في اعناق الجميع والكل مسئول عنها فلنجعل اليمن اولا والاحزاب ثانيا برغم اني لااحبذ كلمة الحزبية ولاارغبهافلاخير نرجوه من التحزب فلنكن حزب الله وحزب اليمن0
فلنطبق الحديث القدسي كما جاء عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً – وشبك بين أصابعه" متفق عليه.

الاثنين، 12 مارس 2012





عجبــــــــا لـــــــك يـــــــا ابــــــــــــن آدم !!!!.
.
.
عندما تولد لا تعلم من الذي أخرجك من بطن أمك

وعندما تموت لا تعلم من الذي أدخلك إلى قبرك
.
.
.
عندما ولدت تغسل وتنظف

وعندما تموت تغسل وتنظف
.
.
.
عندما تولد لأتعلم من فرح واستبشر بك

وعندما تموت لأتعلم من بكى عليك وحزن
.
.
.
في بطن أمك كنت في مكان ضيق ومظلم

وعندما تموت تكون في مكان ضيق ومظلم
.
.
.
عندما ولدت تغطى بالقماش ليستروك

وعندما تموت تكفن بالقماش ليستروك
.
.
.
عندما ولدت وكبرت يسألك الناس عن شهادتك وخبراتك
وعندما تموت تسألك الملائكة عن عملك الصالح
.
.
.
فماذا أعددت لآخرتك ؟

مقتطفات من حكم الحكماءالرجل المجادل الله::::في يوم من الأيام، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له: كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟! ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من ........الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب .. فقال له : هل أوجعتك؟ قال: نعم، أوجعتني فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟! فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك : خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار !!العاطس الساهي ::::كان عبد الله بن المبارك عابداً مجتهداً، وعالماً بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس ؛ ليتعلموا من علمه الغزير. في يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق ، فعطس الرجل ، ولكنه لم يحمد الله .. فنظر إليه ابن المباوك ، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها ، ولكن الرجل لم ينتبه .. فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه ، فسأله : أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟ فقال الرجل: الحمد لله! عندئذ قال له ابن المبارك : يرحمك الله.الشافعي وورقة التوت ::::ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل. ففكر لحظة، ثم قال لهم : الدليل هو ورقة التوت. فتعجب الناس من هذه الإجابة ، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعى : " ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا ، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً ، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة .. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ". إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم!الخليفة الحكيم :::::كان عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - معروفا بالحكمة والرفق ، وفي يوم من الأيام ، دخل عليه أحد أبنائه، وقال له: يا أبت ! لماذا تتساهل في بعض الأمور؟! فوالله لو أني مكانك ما خشيت في الحق أحداً !! فقال الخليفة لابنه : لا تعجل يا بني ؛ فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين ، وحرمها في المرة الثالثة ، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه (أي أخاف أن أجبرهم عليه مرة واحدة فيرفضوه) فتكون فتنة ! فانصرف الابن راضياً بعد أن اطمأن لحسن سياسة أبيه ، وعلم أن وفق أبيه ليس عن ضعف ، ولكنه نتيجة حسن فهمه لدينه

الجمعة، 9 مارس 2012

الارهاب افة العصر قاضي وجلاد في وقت واحد

بسم الله والحمد لله ولاحولا ولاقوة الا بالله

بسم الله نبداء بخير اسماء الله والحمد لله الذي ينبغي ان نحمدة علي كل شي في هذه الحياة ولاحولا ولاقوة الابالله عند اشتداد البلاء وعظم المصائب اجرنا الله منها0
لاشك بان العام يعاني من قضية مشتركة تؤرقة وتقض مضجعة الا وهي قضية الارهاب الذى اصبح افة العصر0
ماهو الارهاب لنتعرف علية اكثر عن قرب وكثب لنكون ملمين بمايعنية0
فقد كثر الكلام في تحديد الإرهاب واضطربت الآراء والمصطلحات على إيضاح مفهوم الإرهاب , وعلى الرغم من كثرة
التعريفات والحدود التي وضعت لمعنى الإرهاب فلم نقف على حد جامع مانع لحقيقة الإرهاب , وكل تعريف لحقيقة ما لا
يكون مطردا منعكسا - أي جامع مانع - فإنه لا يعتبر تعريفا صحيحا ومع أن كثيرين من الباحثين في هذا الموضوع قد
ذكروا من التعاريف للإرهاب ما يزيد على مائة تعريف إلا أنها تخلوا كلها من أن تحدد مفهوم الإرهاب تحديدا دقيقا يستطيع
القارئ أن يفرق به بين الإرهاب وغيره، ولكي تعرف أن كل ما ذكر من تعاريف للإرهاب لم تكن كافية لتحديد مفهومه
تحديدا لا يختلف فيه أحد , وسأذكر لك نماذج مما قيل في تعريف الإرهاب :
1- الإرهاب هو الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بالخوف من خطر ما بأي صورة .
2- الإرهاب يكمن في تخويف الناس بمساعدة أعمال العنف .
3- الإرهاب هو الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة .
4- الإرهاب عمل بربري شنيع .
5- هو عمل يخالف الأخلاق الاجتماعية ويشكل اغتصابا لكرامة الإنسان .
وإنك أيها القارئ إذا قمت بتحليل هذه التعريفات المذكورة لتتمكن من تحليلها بغرض تحديد درجة دقتها وقياس مدى إمكانية
الاعتماد عليها في عملية وصف وضبط وتحديد ما يمكن تسميته بالعمل الإرهابي أدركت أن كلاً منها لا يكفي لبيان مفهوم
الإرهاب بياناً جلياً واضحاً تتوفر فيه شرط التعريف والحد لأن كلاً منها إما جامع غير مانع وإما مانع غير جامع وإما ليس
جامعا ولا مانعا وهذا الاختلاف في تعريف الإرهاب راجع لاختلاف أذواق الدول ومصالحها وأيديولوجياتها فكل دولة
تفسر الإرهاب بما يلائم سياستها ومصالحها سواء وافق المعنى الصحيح للإرهاب أو خالفه لأجل هذا تجد عملاً يقوم به
جماعة من الناس أو الأفراد يطلق عليه أنه عمل إرهابي وتجد عملاً مثله أو أفظع منه يقوم به جماعة آخرون لا يعتبر
إرهابا وسأذكر مثالاً واحدا على ذلك 0
في الاونة الاخيرة ظهر الارهاب باسم الدين باسم الجهاد ضد اعداء الدين والاسلام بشكل عام فلنعد الى تعريف الاسلام
وهل ينص على هذا النوع من الجهاد0
احبائي للجهاد شروط في دين الاسلام فلنعرج على هذه الشروط لنكون اكثر انصاف 0
فالجهاد في سبيل الله فرض، لقوله تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) [البقرة: 216]، وقوله سبحانه: (انفروا خفافا
وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) [التوبة: 41].
وهو فرض كفاية: إذا جاهد بعض المسلمين وكان عددهم كافياً لملاقاة العدو، فيسقط الإثم عن الباقين، قال تعالى: (فضّل الله
المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى..) [النساء: 95].
وقال عز وجل: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة..) [التوبة: 122].
وقد يصير الجهاد فرض عين على كل مسلم رجلاً كان أو امرأة، بالغاً أم صبياً، وذلك في الحالتين الآتيتين:
1/ إذا هجم العدو على بقعة من بلاد المسلمين مهما صغرت، وجب على أهل تلك البقعة دفعه وإزالته، فإن لم يستطيعوا
وجب على من بقربهم وهكذا، حتى يعمَّ الواجب جميع المسلمين، ولا نعني بالبلد، أو البقعة النطاق الجغرافي الرسمي لكل
بلد، فبلد الإسلام من شرقه إلى غربه بلد واحد، وأمة الإسلام أمة واحدة، فلو قدر أن بلداً في دولة إسلامية تعرض لغزو
وكان محاذياً لبلد في دولة أخرى، لكان الوجوب أسرع إلى البلدة المحاذية منه إلى المدن الأخرى البعيدة. .
2/ إذا أعلن الإمام (الحاكم) النفير العام لزمهم النفير معه، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل
الله اثَّاقلتم إلى الأرض..) [التوبة: 38].
وقال صلى الله عليه وسلم: ".. وإذا استنفرتم فانفروا" متفق عليه.
ويصير الجهاد فرض عين كذلك على من حضر المعركة، والتقى الصفان أو الجيشان، فإنه من أكبر الكبائر هروب المسلم
من ساحة المعركة.
قال صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات.. وعدّ منها "التولي يوم الزحف" رواه البخاري.
أما شروط وجوب الجهاد فهي:
1/ الإسلام: فلا يصح الجهاد في سبيل الله من كافر، فقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فتبعه رجل من
المشركين، فقال له: "تؤمن بالله ورسوله؟" قال: لا. قال: " فارجع فلن أستعين بمشرك" رواه مسلم.
2/ العقل: لأن المجنون غير مكلف، قال صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي
حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" رواه أبو داود والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
3/ البلوغ: فلا يجب الجهاد على من هو دون البلوغ، قال عبد الله بن عمر: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يُجزني في المُقاتلة" متفق عليه، وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ يوم بدر:
أسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعرابة بن أوس، فجعلهم حرساً للذراري والنساء.
4/ الذكورة: فلا يجب الجهاد على النساء، قالت عائشة: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ فقال: "جهاد لا قتال فيه: الحج
والعمرة" رواه ابن ماجه، وصححه ابن خزيمة. كما لا يجب الجهاد على خنثى مشكل، لأنه لا يُعلم كونه ذكراً.
5/ القدرة على مؤنة الجهاد: من تحصيل السلاح، ونفقة المجاهد وعياله وغيرها، قال تعالى: (ولا على الذين لا يجدون ما
ينفقون حرج…) [التوبة: 91]. وقال تعالى: (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم
تفيض من الدمع…) [التوبة: 92].
6/ السلامة من الضرر: فلا يجب الجهاد على العاجز غير المستطيع بسبب علة في بدنه تمنعه من الركوب أو القتال، قال
تعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) [الفتح: 17].
وقال سبحانه: (ليس على الضعفاء ولا على المرضى.. حرج) [التوبة: 92].
وأما عن سقوط فريضة الجهاد: فقد قال صلى الله عليه وسلم: "والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال،
لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل" رواه أبو داود.
وهذا الحديث وإن قيل في سنده ما قيل، فإن معناه صحيح متفق عليه عند أهل السنة، فقد بوب البخاري في صحيحه فقال:
باب الجهاد ماضٍ مع البر والفاجر، أورد فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة:
الأجر والمغنم".
وأخرج مسلم عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على
الحق ظاهرين إلى يوم القيامة".
وأخرج أيضاً عن جابر بن سمره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من
المسلمين حتى تقوم الساعة".
فالجهاد لا انقطاع له، ولا يستطيع أحد تعطيل الجهاد ولا توقيفه فهو ماض إلى يوم القيامة، وفريضته لا تسقط عن
المكلفين، وأما غير المكلفين ممن ذكروا في شروط وجوب الجهاد فليس الجهاد عليهم بمفروض.
ويضاف إلى من يسقط عنهم الجهاد في حال فرض الكفاية:
1/ من لم يأذن له والداه بالجهاد، فقد استأذن رجل النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد، فقال عليه الصلاة والسلام: "أحي
والداك؟ قال: نعم، قال: " ففيهما فجاهد" رواه البخاري ومسلم.
2/ إذن الدائن لمدينه بالجهاد، فيما إذا كان كفائيا، فقد ورد في أحاديث رواها البخاري ومسلم: أن الشهيد لا يغفر له الدين
غير المقضي عنه.
3/ وصرح الشافعية والحنابلة أنه يكره الغزو من غير إذن الإمام أو من ولاّه الإمام. ولنعلم أن الجهاد مصدر عز المسلمين
وتمكينهم، فقد أخرج أحمد وأبو داود عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا تبايعتم بالعينة
وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" .
اذا هذا مانص علية الاسلام في الجهاد فالاسلام دين سلام وتسامح ومحبة ليس من العدل والانصاف ان ينصب الانسان نفسة على الاخرين قاضي وجلاد بوقت واحد
فكيف بالبعض ممن ينطوون تحت اسم الاسلام فينزعون الامن والسكينة وياخذون ارواح الناس بغير حق
لايحق لاي انسان ان ينصب نفسة قاضى في الارض يصحح اخطاء البشر
هناك ديانات كثيرة وقوانين تحكم البشر لايجب تخطيها
كل البشر من ادم وحواء اخوان حتى وان اختلفت دياناتهم واشكالهم ولغاتهم هم في النهاية بشر من لحم ودم لهم اب واحد ادم وام واحدة حواء فمهما اختلفت المصالح والقوانين الذى يسنها البشر في الارض لانختلف ان الدم البشرى يربطنا وان الابتسامة تجمعنا دون ترجمان
ومن هنا يجب ان يتحدوا ضد هذه الافة افة العصر الارهاب الذى لايرحم يحصد الارواح دون تفرقة مابين صغير وكبير وغني وفقير مابين مسيحي ومسلم ويهودي
اجارنا الله من الارهاب وكفانا الله شرة
أضف الى مفضلتك