Wikipedia

نتائج البحث

النفس حيرى

3efrit blogger

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

اسلحة الدمار الشامل (4)



المواد الحارقة

المواد الحارقة هي مركبات كيماوية لها تأثير حارق وتتوافر فيها شروط معينة للاستخدام العسكري أهمها: أن تعطي كمية كبيرة من النيران، وأن يصعب إطفائها، وأن يكون لها قدرة على الانتشار مع إعطاء درجة حرارة عالية.

أولاً: أقسام المواد الحارقة

• مواد حارقة صلبة: مثل الثرميت والفوسفور الأبيض والإلكترون والماغنسيوم والصوديوم.
• مواد حارقة سائلة: مثل مخلوط بترولي غير مغلظ أو مخلوط مثل النابالم.
• مخلوطات حارقة من مواد صلبة وسائلة: وهي مزيج من مواد بترولية ومعدنية مثل البيروجيل.

ثانياً: أنواع المواد الحارقة

1. الفسفور

يستعمل الفسفور الأبيض في القنابل الحارقة حيث يتبخر بسرعة ويلتهب بملامسته للهواء مسبباً حريقاً ذو لهب وحرارة شديدة. ويعبأ غالباً في القنابل اليدوية وذخائر المدفعية والهاونات وقذائف الصواريخ.

2. الثرميت

اكتشف عام 1894، وأدخل في صناعة القنابل الحارقة حديثاً بديلاً عن الفوسفور وهو خليط من مسحوق الألومنيوم وأكسيد الحديد وهي لا تشتعل بالتسخين مهما كانت درجة حرارة التسخين عالية مما يجعله أكثر أماناً في التداول ولكنه يحترق بسرعة بالاشتعال منتجاً حرارة ولهب شديدين وتصل درجة الحرارة الناتجة عن اشتعاله 2000 : 3000 درجة ويعبأ الثر ميت في قنابل يدوية وفي ذخائر المدفعية والهاون وقذائف الصواريخ. كما يعبأ أيضاً في قنابل ومستودعات الطائرات. ولحرارته الشديدة يستخدم أحياناً لجذب الصواريخ الباحثة عن الحرارة بعيداً عن أهدافها.

3. الإلكترون

وهو سبيكة من الألومنيوم والماغنسيوم تنصهر في درجة حرارة عالية تصل إلى 450 : 600 درجة، ولحالته الصلبة يصنع منه الغلاف الخارجي للقنابل شديدة الانفجار حيث يساعد انفجارها لصهره وتطايره في حالة سخونة شديدة تساعد على اشتعال الحرائق. وهو بهذه الصفة يعتبر مكمل للمواد شديدة الانفجار لزيادة تأثيرها.

4. النابالم

وهو أهم وأخطر المواد الحارقة وأكثرها انتشاراً واستخداماً. ويكون من ملحين من أملاح الألومنيوم هما النفتالينات، والبالميتات، حيث اشتق اسمه مع إضافة الكيروسين.
والنابالم يتصف باللزوجة الغير ثابتة حيث يتأثر بالضغط فيسيل. وإذا زال عنه الضغط يعود لحالته السابقة في شكل مسحوق خشن أبيض. وبإضافة الكيروسين للمسحوق نحصل على مادة لزجة يميل لونها للاصفرار هي النابالم. ويلتصق النابالم بالأجسام والأسطح مهما كانت ناعمة أو ملساء ويؤدي إلى حدوث جروح وتشوهات قاسية.

ويستخدم النابالم بواسطة:

أ. قاذفات اللهب الخفيفة والثقيلة والميكانيكية.
ب. قنابل المدفعية والهاونات.
ج. الصواريخ التكتيكية.
د. الألغام الأرضية.
هـ. قنابل الطائرات ومستودعاتها.
و. الرش من الطائرات على مساحة من الأرض ثم يطلق عليها قنابل أو صواريخ حارقة فتشتعل المنطقة بأكملها.

ثالثاً: تأثير المواد الحارقة على الكائنات الحية

ينحصر تأثير المواد الحارقة على الحرارة الشديدة، التي تؤدي إلى احتراق الأجزاء القابلة للاشتعال وتشويه الجسم البشري والحيوان بصفة عامة، وقد تكون الحروق شديدة فتؤدي للوفاة، خاصة إذا أصابت أجزاء هامة من الكائن الحي. كما أنها تؤدي لاحتراق النباتات وتلف المحاصيل.

رابعاً: أساليب استخدام المواد الحارقة

1. وسائل إطلاق المواد الحارقة

أ. الصواريخ الغير موجهه التقليدية والمعبأة بالثرميت أو النابالم.
ب. دانات المدفعية من عيار 105 و 155 مم والمعبأة بالثرميت.
ج. قنابل الطائرات والمستودعات والعبوات المعبأة بالنابالم والمواد الشديدة اللهب والتي يمكن استخدامها من مختلف أنواع الطائرات خاصة ذات السرعات البطيئة مثل الهليوكوبتر وهي الأكثر دقة وطائرات النقل الخفيف والقاذفات والقاذفات المقاتلة.
د. الألغام الكيماوية الحارقة المعبأة بالنابالم والثرميت.
هـ. قاذفات اللهب الفردية والميكانيكية والمدرعة سواء المحمولة على الظهر بواسطة الأفراد أو مُركبة على مركبات ذات عجل أو جنزير.
و. القنابل اليدوية الحارقة المعبأة بالثرميت أو المُركبات شديدة الحرارة والوهج مثل الفوسفور ومركباته.

2. استخدام المواد الحارقة في الهجوم

أ. تستخدم المواد الحارقة في العمليات الهجومية بهدف أضعاف الروح المعنوية وعزيمة القتال لدى المدافعين وإجبارهم على ترك مواقعهم.
ب. تؤثر المواد الحارقة على المنشآت بصفة عامة لذا تستخدم لتدمير المخزون من الاحتياجات في المناطق الإدارية للتأثير على فترة استمرار القوات المدافعة في القتال خاصة عند محاصرتها وقطع طرق الإمداد.
ج. يؤدي استخدام المواد الحارقة إلى تدمير المعدات والأسلحة وأجهزة الاتصال وعربات القيادة وهو ما يربك القيادات ويشل فاعليتها في السيطرة على القوات.
د. يؤدي استخدام المواد الحارقة على محاور تحرك الاحتياطات لتأخيرها في القيام بالهجمات المضادة.

3. استخدام المواد الحارقة في الدفاع

أ. أضعاف الهجوم الرئيسي للقوات المهاجمة وشل أنساقه الثانية واحتياطاته ومنعها من تطوير الهجوم.
ب. معاونة القوات القائمة بالهجوم المضاد لقوات الدفاع وأضعاف الروح المعنوية لقوات الهجوم.
ج. إحباط الهجوم بقصف مناطق الحشد والمناطق الابتدائية للهجوم بالمواد الحارقة قبل بدء الهجوم مما يحث ذعر وخسائر تربك القيادات وتؤخر بالهجوم المتوقع.
د. قصف أو قتال قوات العدو أثناء تقدمها لعرقلتها وأحداث الخسائر بها أو لمنعها من المطاردة وتهيأت الظروف المناسبة للقوات المرتدة أو القادمة من العمق (الاحتياطات) لتجهيز واحتلال دفاعات مناسبة.
هـ. تستخدم ضمن الموانع الهندسية في الدفاع الثابت والمتحرك لإجبار المهاجم على الدخول في مناطق القتل ومفاجأته بتأثير الصدمة من الألغام الحارقة.
تستخدم ضد المنشآت الحيوية ومراكز التصنيع العسكري والاقتصادي لزيادة خسائر العدو الاقتصادية وإيقاف إنتاجه العسكري.

خامساً: القنبلة الإرتجاجية (الهوائية) Concussion Bomb

والقنبلة الإرتجاجية، تعتبر من عائلة المواد الحارقة، وتبنى نظرية عملها على أساس تفجير الوقود الغازي الذي يُحدث موجة الضغط والاشتعال الغازي بدرجة حرارة أكثر من 1000 درجة مئوية، وتؤدي هذه القنبلة إلى تأثير انفجاري وتدميري بفعل موجة الضغط في الكرة المشتعلة المتفجرة لغازات مثل أكسيد الإيثيلين (Ethylene oxide) أو أوكسيد البروبيلين(Propylene oxide).

ويطلق على القنبلة الإرتجاجية أيضا اسم "قنبلة الوقود المتفجر جواً" أو "قنبلة الوقود الغازي" وتعتبر من أسلحة التفجير الحجمي التي دخلت الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية والسوفيتية في عقد الستينيات ، ثم طورت برامجها دول أوروبية وبعض دول العالم الثالث خاصة الأرجنتين والبرازيل وشيلي وإسرائيل والعراق.
وقد استخدم هذا النوع من القنابل في الحرب الفيتنامية، ثم على نطاق ضيق في كل من الحرب الأفغانية، وحرب الخليج الثانية في 24 فبراير 1991.

قنبلة الوقود الغازي

ابتكرت في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق كأحد أهم أنواع الأسلحة فوق التقليدية التي تفوق في قوتها الانفجارية القنابل شديدة الانفجار بخمسة أضعاف كحد أدنى.

وقد بدأ الأمريكيون تجاربهم على المواد الهيدروكربونية التي يمكن استخدامها كمواد متفجرة بقوة تدميرية كبيرة عند اختلاطها بالأكسجين، بالإضافة إلى قابليتها للاشتعال الفوري باستخدام مواد شهيرة مثل داي ميثيل الهيدرازين اللامائي (Anhydrous (Unsymnetrical drazine Dimethyl.

وقد اختار الباحثون مادة أكسيد الإيثيلين لبدء تجاربهم في بحيرة الصينChina Lake في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في الخمسينيات، ووجد أن القوة الانفجارية الناتجة عن انفجار هذا الغاز تفوق الناتجة عن وزن مماثل من مادة شديدة الانفجار TNT بحوالي 7، 2 : 5 مرات، ويزداد التأثير التدميري إذا كان هناك موجات ضغط منعكسة، كذلك فإن مدى تأثير موجات الضغط الناتجة عن انفجار أكسيد الإيثيلين يفوق مدى تأثير موجات الضغط الناتجة عن انفجار المادة شديدة الانفجار TNT بنحو 40 % من إجمالي طول مسافة انتشار موجة الضغط.



البرنامج الأمريكي لقنابل الوقود الغازي

بدأت البحرية الأمريكية برنامجها لإنتاج قنابل الوقود الغازي عام 1960، بهدف اختيار غاز مناسب أو وقود سائل يتحول إلى سحابة غازية في زمن وجيز تختلط بالهواء بتركيز معين قرب الهدف، ثم يتم إشعالها، في لحظة معينة بعد الزمن الأنسب لانتشار سحابة الغاز واختلاطها بالهواء لتحدث موجات انفجارية تدمر المعدات، والتحصينات، وحقول الألغام، وتعتبر زيادة الضغط إلى 2ر3 كيلو جرام/السنتيمتر المربع كافية لتدمير حقول الألغام المضادة للدبابات، وللتأثير على دشم الطائرات، وتتحرك موجة الضغط الناشئة عن اشتعال أكسيد الإيثيلين بسرعة 1500 : 2000 متر/ثانية وتتزايد خطورتها في الأماكن المحصورة والمناطق المبنية.

استمرت تجارب القوات الأمريكية في فيتنام لإنتاج القنبلة العنقودية الثلاثية CBU - 55B لمدة ثلاث سنوات (1967 : 1969) لاستخدامها بواسطة الهليوكوبتر لفتح الثغرات في حقول الألغام وشق الطرق في مناطق الغابات، وبدأ استخدام هذه القنابل على نطاق واسع وبواسطة طيران البحرية عام 1970، لتدمير مزروعات الأرز في دلتا نهر الميكونج (Mykong) وبخاصة في هايفونج (Haifong)، وكانت القنابل زنة 500 رطل تلقى من ارتفاع 600 متر وتسقط بالتثاقل الطبيعي وتطلق مع كل قنبلة ثلاثة أوعية كل منها مملوء بحوالي 6. 32 كيلو جرام من أكسيد الإيثيلين السائل، وينفجر كل وعاء عند اصطدامه بالأرض ويتفاعل غاز أكسيد الإيثيلين مع الهواء وتتكون سحابة من الغاز، ثم تشتعل وتنفجر لتحقق دماراً شاملاً في الغابات في منطقة قطرها 30:25 متراً.

وفي عام 1971، دخلت إلى الخدمة بالجيش الأمريكي القنبلة CBU-72 المعبأة بغاز أكسيد الإيثيلين والمزودة بمظلة فرملية، واعتبرت ذروة الجيل الأول من قنابل الوقود الغازي.

وقامت البحرية الأمريكية بتطوير الجيل الثاني من قنابل الوقود الغازي، وتمت تجربتها على عمق 27 متراً قرب المدمرة الأمريكية MC- NUTTY ، قديمة الطراز، فأغرقتها، كما أطلقتها من الهليوكوبتر سيكورسكيCH - 46 والهيل UH - 1 ، والطائراتA-4 ،A-7، وأطلقت في حشد نيراني وفق نظامMAD-FAE, Mass Air Delivery Fuel Air Explosives.

وكانت أهم قنابل الجيل الثاني الذي ظهر عام 1974، القنبلة 3-LU95 ، التي زادت فيها كمية الوقود إلى 300 رطل من أكسيد البروبيلين بنسبة 60 % من زنة القنبلة (500 رطل)، ثم القنبلة LU-396، التي ارتفعت زنة الوقود الغازي فيها إلى 1400 رطل من أكسيد البروبيلين بنسبة 70 % من إجمالي وزن القنبلة (2000 رطل)، وأمكن فيها تطوير وسائل القنبلة باستخدام الأشعة تحت الحمراء ثم أشعة الليزر وإطلاقها بواسطة طائرات الفانتوم F - 4، وقد امتاز الجيل الثاني من قنابل الوقود الغازي، عن الجيل الأول، بتجهيز قنابله، بوسائل توجيه تلفزيونية، وبأشعة الليزر، والأشعة تحت الحمراء، ثم بتزويد القنبلة بطابة اقترابية، مما يسمح بانفجارها عند الارتفاع المطلوب من سطح الأرض بالإضافة إلى سرعة انتشار وتفجير السحابة.

وقد تعاونت القوات الجوية والبحرية الأمريكية لإنتاج قنبلة الوقود المتفجر جوا ًFAE - 2 ويتوفر منها نوعين هما: زنة 227 كيلوجرام، و90 كيلوجرام، بهما 136 كيلوجرام، 63.4 كيلو جرام من أكسيد البروبيلين، على التوالي، ويشمل التصميم متفجراً خاصاً لا يتأثر بأفرع الأشجار أو المزروعات، وعند تفجيره يفتح وعاء القنبلة لتنطلق سحابة الوقود الغازي، واتسم التطوير في الجيل الثالث بالتركيز على زيادة الأثر التدميري لموجة الضغط وقدرتها على تدمير التحصينات الدفاعية ودشم الطائرات وأنفاق القواعد الجوية ومراكز القيادة والسيطرة.

الجيل الثالث من قنابل الارتجاج

نشطت القوات الجوية الأمريكية منذ بداية الثمانينيات في بحوث إنتاج الجيل الثالث من القنابل الإرتجاجية، التي يكون إطلاقها بواسطة الهليوكوبتر المسلحة، أو إسقاطها من القاذفات الثقيلةB52،وهي القنابل التي تتراوح أعيرتها بين 500 رطل، 6.8 طن ، والتي روعي فيها زيادة القوة التدميرية بما يكفل فعاليتها في العمليات الجوية المستقلة، أو الحملات الجوية، التي تسبق العمليات البرية مثلما حدث في عملية عاصفة الصحراء في الفترة من 17 يناير إلى 23 فبراير 1991، قبل بداية العمليات البرية في الكويت وجنوبي العراق وحيث استخدمت قنابل زنتها 6800 كجم في الأيام القليلة السابقة على بدء الهجوم البري لفتح ثغرات حقول الألغام العميقة على الحدود العراقية السعودية في مواجهة هجوم الفيلق السابع الأمريكي.

وقد استخدمت نظرية "مارشال" للتفجير في هذا الجيل (الثالث) حيث تم انفجار السحابة، على ارتفاع محدد من سطح الأرض،، ثم تبعها انفجار آخر يقابل موجة الضغط المرتدة من سطح الأرض مما يضاعف من التدمير الذي تتعرض له المباني، والمنشآت، والتحصينات بسبب موجات الضغط والتفريغ المتتالية.

وتسعى إسرائيل لإنتاج قنابل الارتجاج، وتركز على إنتاج القنابل التي تسقط من الطائرات بالتثاقل الطبيعي أو بمظـــلة، وقد اخـــتارت البدء بعــيار 500 رطل، ويستخدم في تصنيع هذه القنبلة ثنائي ميثيل الهيدرازين والميثان إلى جانب أكسيد البروبيلين، كما تحاول إنتاج رؤوس إرتجاجية لصواريخ لانس التكتيكية.

الرؤوس الحربية الإرتجاجية

هي أهم الأسلحة فوق التقليدية التي تستخدم في المعارك البرية ضد الأنساق الأولى عند تسليح الصواريخ أرض/ أرض بها، وتستخدم في تدمير مرابض نيران المدفعية، ومواقع نيران صواريخ الدفاع الجوي، المجهرة، ومراكز القيادة والسيطرة، الحصينة، إلى جانب استخدامها في فتح الثغرات في حقول الألغام.

ويهتم الجيش الأمريكي بإنتاج الرؤوس الحربية من طرازBLY-73للصواريخ زوني (التي تطلق من عربات مدرعة بواسطة قاذف متعدد المواسير)، كذلك تم إجراء تجارب عديدة على الرؤوس الارتجاجية للمدفعية من نوع الهاوتزر عيار 155مليمتر. وفي إطار برنامج الآفاق العالية الأمريكي تجرى البحوث لدراسة جدوى استخدام الرؤوس الحربية الارتجاجية في تسليح الصواريخ الاعتراضية المضادة للصواريخ البالستيكية متوسطة المدىSS - 21 والتعبوية (سكال بورد) (Skal Board) و (سكود) (Scud) المطور.



البرنامج السوفيتي لقنابل الارتجاج
يمتلك الروس ترسانة ضخمة من قنابل ورؤوس الارتجاج، وقد اعتمد السوفييت في البداية على إنتاج قنابل وقود غازي تعتمد على انتشار وتفجير خليط من غازات الميثان والبروبان والأستيلين مع الهواء بالإضافة إلى الميثان والبروبان مع الأكسجين بعد التجانس، وقد نجحوا في إنتاج رؤوس إرتجاجية لمقذوفات المدفعية السوفيتية، المتوسطة، وبعيدة المدى، التي تعمل بالمحرك الصاروخي.

وقد لجأ السوفييت إلى استخدام قنابل إرتجاجية في حربهم ضد المجاهدين الأفغان، 1989:1979، وأسقطوها من طائرات السوخوي، وكانت القنبلة الواحدة من عيار 500 كيلو جرام، تولد كرة من النيران قطرها تسعة أمتار وتقتل بتأثيرات الضغط والحرارة جميع الكائنات وتدمر كافة المحاصيل الزراعية في دائرة نصف قطرها 50 : 60 متراً، وتلحق آثار تدمير جزئية في منطقة نصف قطرها يقترب من كيلو متر واحد، وقد قدرت قيمة الضغط في مقدمة موجة الضغط الناشئة عن انفجار واشتعال غاز الميثان بنحو 22 : 24 كيلو جراماً/السنتيمتر المربع.

قنابل الارتجاج في مسرح الحرب في الشرق الأوسط

في مواجهة انفراد إسرائيل ببرنامج متكامل لإنتاج قنابل الارتجاج حاولت العراق الاقتراب من تكنولوجيا الوقود المتفجر لكنها واجهت عدة مشاكل من بينها:

1. اختيار الأوزان المناسبة للمواد المتفاعلة في القنبلة.
2. تحديد التوقيت الملائم للإشعال والتفجير بعد انتشار سحابة الغاز وتأثير لهيب الانفجار على استكمال تفاعل المخلوط الغازي.
3. التحكم في كمية الطاقة الناتجة عن عملية التفجير وتوزيعها بين الضغط والحرارة.
4. تعديل الأوزان المناسبة للمواد المتفاعلة في خليط الغازات المتفجرة وتأثيره على كمية الطاقة المتولدة عن الاشتعال والتفجير.

وقد أدت عملية عاصفة الصحراء إلى تدمير أغلب إمكانيات العراق الكيماوية، ومعامل بحوثه الخاصة بإنتاج قنابل الوقود الغازي، بينما تعرض لقنابل الإسقاط الحر، المعبأة بالوقود المتفجر، جواً خلال شهر فبراير 1991، وكانت هذه القنابل من أهم الأدوات التي زادت من فاعلية القوات الجوية كأداة حسم استراتيجية في الحروب المحلية والإقليمية .

وقد استخدمت، قنابل الارتجاج، في الضربات الجوية الشاملة، في بداية الحملة الجوية (في الأيام الثلاثة الأولي بين 17و 19 يناير 1991، لتدمير منشآت العراق النووية وهي 24 مفاعــلاً ومصنعاً ومعملاً دمر منها خلال الحرب (17 يناير 1991 : 28 فبراير 1991) 18 منشأة تدميراً كلياً وثلاث منشآت تدميراً جزئياً وبقيت ثلاث منشآت نووية فقط سليمة ، وقد شمل التدمير مفاعلين نووين بهما 13 كيلو جراماً، من اليورانيوم المركز، الذي حصل عليه العراق، من الاتحاد السوفيتي.
وتمتاز أسلحة التفجير الحجمي، عن الغازات الحربية، في الاستخدام القتالي إذ أنها لا تعاني من نقاط الضعف التالية:

1. تحتاج الأسلحة الكيماوية، إلى حشد كبير، من وسائل الاستخدام لتحقيق التركيز الميداني من الغاز الحربي، ليحدث نسبة الخسائر المطلوبة، لتحقيق الردع من وراء استخدامها.
2. صعوبة التخزين للغازات (الأحادية)، لفترة طويلة، مع احتفاظها بخصائصها الكيماوية، والفسيولوجية، للتأثير الميداني، تحت ظروف الأحوال الجوية السائدة، في مسرح العمليات، وإن كانت الذخائر الثنائية، لا تواجه هذه المشكلة، لكنها عالية التكلفة، بالمقارنة بأسلحة التفجير الحجمي.
3. أهمية تحقيق التأمين الكيماوي، بكفاءة عالية، للقوات، لوقايتها عند تعرضها للضربات الكيماوية، المعادية، بما تتطلبه من إجراءات للوقاية الفردية والجماعية للقوات.
4. انخفاض نسبة الخسائر في الأفراد، في حالة عدم تحقيق المفاجأة، والحشد، عند الاستخدام حيث تبلغ 8 : 10% فقط، بينما تحقق قنابل الارتجاج، خسائر عالية، في الأفراد في مناطق التدمير الكلي والجزئي للقنابل.

وبينما تكثف الجهود الدولية، لحظر انتشار، وإعدام الذخائر الكيماوية، فإن القيود التي يمكن أن تواجه استخدام أسلحة التفجير الحجمي، تقتصر على اتفاقية "حظر وقيود استخدام الأسلحة غير الإنسانية"، والبروتوكولات الثلاثة الملحقة بها. وقد أبرمت اتفاقية، منع وتقييد، استخدام أسلحة تقليدية معينة، تؤدى إلى إصابات خطيرة، أو غير مميزة ضد القوى البشرية، التي تقضى بحماية المدنيين، والأهداف المدنية، من الهجمات، وباستخدام المواد الحارقة، والألغام، والشراك الخداعية، والقنابل العنقودية، وقد وقعت هذه الاتفاقية في 10 إبريل 1981، ودخلت إلى مجال التطبيق في 2 ديسمبر 1983، وبنهاية 1989، كانت 32 دولة فقط قد انضمت إلى هذه الاتفاقية وبروتوكولاتها.
وقد صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 32/152 لعام 1977، بعقد مؤتمر لتحريم الأسلحة غير الإنسانية، وبدأ العمل التحضيرى لهذا المؤتمر عام 1978، باشتراك 82 دولة، لدراسة كيفية فرض حظر استخدام النابالم، والمواد الحارقة، والأسلحة، التي تدمر بموجة الضغط، أو بمفجرات الوقود الغازي، والقنابل العنقودية، وصيغت الاتفاقية وبروتوكولاتها عام 1980، وتضمنت:

1. تأكيد اتفاقيات جنيف لعام 1949، والبروتوكول الإضافي لها الرقم (1) الصادر في عام 1977.
2. حظر الأسلحة غير الإنسانية ومتأخرة التأثير الفسيولوجي بصفة عامة.
3. حظر استخدام الأسلحة التي تؤدي إلى إصابات عن طريق الشظايا التي يصعب كشفها بأشعة إكس (زجاجية أو بلاستيكية) طبقاً للبروتوكول الرقم (1) للاتفاقية.
4. حظر استخدام الألغام والشراك الخداعية وبخاصة التي تفجر آليا البروتوكول الرقم(2).
5. حظر توجيه الضربات إلى الأهداف المدنية وبخاصة الذخائر الحارقة أو التي تجمع بين الحرارة وتأثيرات التفاعل الكيماوي، البروتوكول الرقم (3).
ومع ذلك كله فإن الحرب الفيتنامية، وحرب أفغانستان، ثم حرب فوكلاند، (بين الأرجنتين والمملكة المتحدة)، والحرب العراقية - الإيرانية، وحرب تحرير الكويت، (عملية عاصفة الصحراء)، قد شهدت استخدام الأسلحة الارتجاجية، ولم تكن إدانة المجتمع الدولي لها بنفس مستوى إدانة الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية، مما قد يدفع بعض دول العالم الثالث، في مناطق بؤر الأزمات، إلى المضي في برامج تطوير قنابل الوقود الغازي، وغيرها من أسلحة التفجير الحجمي، لتجنب القيود المتوالية التي تفرض من جانب الدول العظمى، والمتقدمة، على بعض المواد الكيماوية، التي تدخل في تصنيع الغازات الحربية، ثم لمواجهة نتائج الضغوط السياسية، والاقتصادية، لنزع الأسلحة الكيماوية، في الشرق الأوسط، أو جنوب شرقي آسيا، وغيرهما من مناطق، بؤر الصراعات الإقليمية، والدولية المعاصرة.

تاريخ استخدام المواد الحارقة

تعتبر المواد الحارقة، من أقدم أسلحة الحرب الكيماوية استخداماً، لسهولة تحضيرها ورخص تكاليفها. وقد استخدمت هذه المواد، بشكل دائم في معظم الحروب القديمة المعروفة، بواسطة الأطراف المتحاربة، في شكل إشعال حرائق بواسطة مواد سريعة الاحتراق.
وقد طور الصينيون، المواد الحارقة، بإنتاجهم نوعاً منها يستمر لفترة طويلة، ويعطي حرارة أشد، واستخدموا آلات قذف لإرسال نيرانها لمسافات بعيدة.
كما أستخدم بعض الدول، مثل اليابان، هذه المواد الحارقة، بأسلوب تكتيكي مع الغازات الحربية، لإجبار قوات الخصم على الدخول في المناطق الملوثة، مما يزيد من خسائره في الأفراد.

وبعد اكتشاف النابالم، سبب قفزة في تاريخ تطور هذه المواد، والذي يستخدم حتى اليوم، وقد استخدم على نطاق واسع في الحروب الإقليمية، والحروب الأهلية، ولقمع الثوار في العديد من البلاد، وليس آخرها استخدام الحكومة العراقية، هذه المواد الحارقة، ضد المواطنين من الأكراد، في المناطق الجبلية.
وقد أوضحت تقارير المراقبين الدوليين، استخدام الأطراف المتحاربة، في الحرب الإيرانية ـ العراقية، المواد الحارقة، على قوات الطرف الآخر.





ليست هناك تعليقات: