بداية ونهاية الشمس : رؤية علميه إيمانية
ملخص البحث :
يهدف هذا البحث المتواضع في جزئه الأول للتعرف علي وجهة نظر العلم حول دورة حياة الشمس كنجم متوسط الحجم وكيف أن لها بداية وستمتلك نهاية، أما الشطر الثاني فيوضح كيف أن الرؤية الإيمانية التي جاء بها القران بهذا الصدد تتفق مع العلم من خلال ما أشار به الخالق سبحانه وتعالي في كتابه العزيز من أن الشمس مخلوقة وأن لها أجل وستمتلك نهاية.
صورة الشمس كما تري بالأشعة السينية التقطت بالقمر الاصطناعي Yohkoh
أولاً. وجهة نظر العلم و دورة حياة الشمس:
الشمس هي إحدى النجوم ذات الحجم والعمر المتوسط وهي مصدر الحرارة الذي يحافظ علي الحياة ويتحكم في المناخ والطقس علي سطح الأرض ، كما وأنها اقرب النجوم إلينا وأكثرها دراستا ومنها تم معرفة الكثير عن العمليات الفيزيائية التي تحدد بنية وتطور النجوم بشكل عام وتمتلك الشمس نفس العناصر الكيميائية الموجودة علي الأرض لكنها توجد في حالة غازية نظرا لارتفاع درجات الحرارة فيها وعلي هذا فهي لا تمتلك سطح خارجي بل مجموعة من الغازات الملتهبة ولذلك فأن دوران الشمس حول محورها يتم بطريقة مغزلية فوسط الشمس يتم دورة كاملة حول محورة كل 25 يوم بينما تطول هذه الدورة في المناطق شمال وجنوب خط الاستواء الشمسي[1].
للنجوم دورة حياة طويلة نسبيا إذا ما قورنت بدورة حياة الإنسان حيث يمكن ملاحظة أن للنجوم ولادة، حياة و موت في الفضاء وهي بذلك تتبع نموذج مشابه للعديد من دورات الحياة علي الأرض فهي تولد، تنمو وتعيش لفترة زمنية ثم تموت [2]، ويمكن تقسيم دورة الحياة هذه ألي ثلاثة مراحل ( ا. الولادة والحياة؛ ب. بداية النهاية؛ ج. نهاية النجم) [3].
عملية ولادة النجم تتم في الفضاء الخارجي والذي يبدو للوهلة الأولي فارغاً لكنة في واقع الأمر مليء بالغبار والغاز المنتشرين بشكل ناعم، تسمي هذه المادة المنتشرة في الفضاء بالوسط البين نجمي (Interstellar medium) ، بالنسبة للغاز فيكون مجملة من الهيدروجين (H2)، أما الغبار فمعظمة عبارة عن ذرات مجهريه من الكربون والسليكون ويشكل نسبة قليلة من المادة بين ألنجميه، وفي بعض ألاماكن المادة بين ألنجميه توجد في شكل غيوم كبيرة من الغبار والغاز تعرف بالسديم (Nebula)، وهو مكان ولادة النجوم نظرا لان تكثف الغاز والغبار هو الذي ينتج النجوم وفي واقع الأمر يمكن القول أن شمسنا ولدت علي الأرجح في هذا السديم منذ خمسة بليون سنة مضت[4].
تشكل لنجوم وليدة علي مسافة 1500 سنة ضوئية في الفضاء في غيمة كونية تدعي سديم الجوزاء*
يبدأ النجم بالتشكل عند تكثف كمية من الغاز (غالبا ما يكون الهيدروجين) بسبب قوة الجاذبية وبينما هو في هذه الحالة من التقلص فأن ذرات الهيدروجين ستتصادم ببعضها بشكل متسارع كلما زاد تقلص الغاز وبهذا يسخن ويبلغ من السخونة إلي حد أن ذرات الهيدروجين عندما تصطدم ببعضها يحصل بينها اندماج ذري وتتحول ألي الهليوم و ينتج عن هذه العملية حرارة وطاقة مشابه لتلك التي تحصل نتيجة لانفجار القنبلة الهيدروجينية وهذا ما يجعل النجم يسطع و يشع، تؤدي أيضا الحرارة الناتجة عن عملية الاندماج الذري للهيدروجين ألي زيادة ضغط الغاز حتى يصبح هذا الضغط كافيا للتوازن مع قوة الجاذبية وبذلك يتوقف الغاز عن الانكماش ويصبح في حالة اتزان، نجم متوسط أو ضخم[5].
بعد ملايين و بلايين السنيين و اعتماداً علي كتلته الأساسية فأن النجم سيستنفذ وقوده الأساسي الهيدروجين وغيره من الوقود الذري حيث انه كلما كان النجم أضخم من ناحية الكتلة احتاج لأن يسخن أكثر ليوازن قوة الشد من الجاذبية وكلما زادت سخونة النجم كلما أستنفذ وقوده بسرعة [6]، تبدأ هذه العملية أولاً بنفاذ مصدر الهيدروجين في مركز النجم فتتوقف العمليات الذرية التي تحدث هناك ويقل الضغط والحرارة التي تنتج عن هذه التفاعلات لتعاكس قوة الجاذبية في لب النجم حينها يبدأ غلافه الخارجي ينهار علي نفسه باتجاه مركزه ونتيجة لهذا الانكماش ترتفع درجة الحرارة و الضغط مجدداً وهذا المصدر الجديد سيقاوم قوة الجاذبية ويدفع سطح النجم ألي الخارج ليتوسع بشكل اكبر عما كان علية حجمه من قبل ويسمي النجم حينها العملاق الأحمر [7].
ما سيحدث للنجم بعد هذه المرحلة يتوقف علي كتلته فنجم متوسط في حجم الشمس سيتحول ألي قزم ابيض حيث بعد مرحلة العملاق الأحمر ونفاذ الهيدروجين بالتفاعل الذري متحولاً إلي هليوم يبدأ هو الأخر بالاندماج داخل مركز الشمس ليتحول ألي كربون، تنتج عن هذه العملية طاقة ستحافظ علي هذه الهيئة للشمس لأجل محدد لأن التركيب الذري للكربون قوي جدا لتستمر عملية الانضغاط بواسطة كتلة المواد المحيطة حينها يبدأ النجم بعملية اماعه سطحه الخارجي كسحابة منتشرة ويسمي النجم في هذه المرحلة بالسديم ألكويكبي بعدها يستمر النجم في البرود و الانكماش حتى يتحول إلي قزم ابيض والذي لا يملك أي وسيلة للاحتفاظ بدرجة حرارته لذلك ومع الوقت فسيتحول إلي كتلة مظلمة وباردة تدعي أحيانا بالقزم الأسود وتفقد حينها الشمس خاصية الإشعاع وتسكن [8].
نموذج توضيحي لدورة حياة النجوم، يمكن ملاحظة في الاعلي من اليسار الي اليمين أن نجم متوسط كالشمس يولد بدايتا في السديم الشمسي ثم ينتهي كقزم أبيض ليبرد بعدها ويتحول ألي كتلة مظلمة وينتهي
ثانياً. وجهة النظر الإيمانية وبداية ونهاية الشمس في القران
يتحدث القران الكريم عن الشمس في مواقع كثيرة مشيراً ألي حقائق طالما كانت مثار جدل وغموض للإنسان لا بل إن بعضها لم يتضح إلا من آجال قريبة خاصتاً بعد تطور علوم الفيزياء و الفلك (Astrophysics) وظهور التلسكوبات الحديثة و القران هو كتاب من 1400 عام وقد جاء في فترة كان فيها من الصعب علي الإنسان وبالمشاهدة البسيطة أن يجمع بين حقيقتين أن للشمس بداية وأنها ستمتلك نهاية حيث وكما رأينا أن دورة حياة النجوم تقدر ببلايين السنين ولا يمكن لأحد أن يفطن أو أن يجمع بين هذين الأمرين لكن القران الكريم يشير بوضوح إلي حقيقة أن الشمس خلقت أي أنه كان لها بداية حيث يقول سبحانه وتعالي:
الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء/33].
هنا نري بوضوح أن الشمس مخلوقة من قبل الله لكن ما هو المعني الدقيق لكلمة خلق في لغة العرب ؟
لنفهم معني هذه الكلمة يتوجب الذهاب أولاً إلي معاجم اللغة العربية لنسدل الستار عن معناها، يخبرنا بدايتاً العلامة ابن المنظور في قاموسه لسان العرب عن معني كلمة خلق فيقول : {الخَلْقُ في كلام العرب ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه، وكل شيء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه، أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين} [9]، يخبرنا أيضاً الرازي في قاموسه مختار الصحاح عن كلمة بدأ ما يلي: {بدأ به وابتدأ و بدأه فعله ابتداء و بدأ الله الخلق بمعني} [10]، نلتمس مما سبق المعني الواضح لكلمة خلق وهي بداية الإنشاء وكما رأينا سابقا فأن العلم يقول أن للنجوم بداية وأن الشمس نشأت في السديم ألنجمي من تكثف المادة البين نجميه ألمؤلفه من الهيدروجين وذرات الكربون والسليكون وهنا لنا وقفه مع أصحاب الفكر المادي المدعون بأزليه الماده حيث أنه لو كان الهيدروجين الذي تنشأ منه النجوم أزلي لأحترق كل ما في الكون من هيدروجين متحولاً إلي هليوم وعليه فأن هذه ألماده البين نجميه في حد ذاتها هي حادثه أي بمعني مخلوقة وهو ألآمر الذي يتفق مع ما يدعيه القران في أن الشمس مخلوقة وحادثه.
يخبرنا تعالي في القران في موضع آخر أن للشمس نهاية وأنها تسير ولها اجل وعمر في مواقع كثيرة، يقول تعالي:
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [الرعد/2].
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [الزمر/5].
تشير الآيتين السابقتين إلي أن للشمس أجل وعمر أي أنها ستصل إلي نهاية، يقول الراغب الأصفهاني في كتابة مفردات ألفاظ القران الكريم ما يلي حول معني كلمة الأجل:
{ الأجل: المدة المضروبة للشيء، قال تعالى: لتبلغوا أجلا مسمى [غافر/67]، أيما الأجلين قضيت [القصص/28].
ويقال: دينه مؤجل، وقد أجلته: جعلت له أجلا، ويقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان أجل فيقال دنا أجله، عبارة عن دنو الموت.
وأصله: استيفاء الأجل أي: مدة الحياة، وقوله تعالى: بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا [الأنعام/128]، أي: حد الموت، وقيل: حد الهرم، وهما واحد في التحقيق} [11].
مرة أخري يؤكد القران الكريم أن للشمس نهاية حيث لا يوجد أي تفاوت بين هذا الكلام ورأي العلم الذي يقول وكما رأينا سابقا أن نجماً في حجم الشمس سينتهي به المطاف كقزم ابيض ثم تدريجيا سيخفت ويذهب نوره ويتحول ألي كتلة باردة سوداء ويتلاشى، هناك أمر أخر يمكن ملاحظته في قوله تعالي: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [يس/38].
الآية السابقة لا تشير ألي أن الشمس تتحرك فحسب بل تشير أيضا ألي أنها ستسكن أي ستبرد ويذهب نورها وهو احد معاني كلمة يستقر يقول إسماعيل الجوهري في قاموسه الصحاح عن معني كلمة سكن ما يلي: {سَكَنَ الشيء سُكوناً: استقرَّ وثبت} [12].
وأختم هذا المجهود المتواضع بقوله تعالي : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء/82].
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ملخص البحث :
يهدف هذا البحث المتواضع في جزئه الأول للتعرف علي وجهة نظر العلم حول دورة حياة الشمس كنجم متوسط الحجم وكيف أن لها بداية وستمتلك نهاية، أما الشطر الثاني فيوضح كيف أن الرؤية الإيمانية التي جاء بها القران بهذا الصدد تتفق مع العلم من خلال ما أشار به الخالق سبحانه وتعالي في كتابه العزيز من أن الشمس مخلوقة وأن لها أجل وستمتلك نهاية.
صورة الشمس كما تري بالأشعة السينية التقطت بالقمر الاصطناعي Yohkoh
أولاً. وجهة نظر العلم و دورة حياة الشمس:
الشمس هي إحدى النجوم ذات الحجم والعمر المتوسط وهي مصدر الحرارة الذي يحافظ علي الحياة ويتحكم في المناخ والطقس علي سطح الأرض ، كما وأنها اقرب النجوم إلينا وأكثرها دراستا ومنها تم معرفة الكثير عن العمليات الفيزيائية التي تحدد بنية وتطور النجوم بشكل عام وتمتلك الشمس نفس العناصر الكيميائية الموجودة علي الأرض لكنها توجد في حالة غازية نظرا لارتفاع درجات الحرارة فيها وعلي هذا فهي لا تمتلك سطح خارجي بل مجموعة من الغازات الملتهبة ولذلك فأن دوران الشمس حول محورها يتم بطريقة مغزلية فوسط الشمس يتم دورة كاملة حول محورة كل 25 يوم بينما تطول هذه الدورة في المناطق شمال وجنوب خط الاستواء الشمسي[1].
للنجوم دورة حياة طويلة نسبيا إذا ما قورنت بدورة حياة الإنسان حيث يمكن ملاحظة أن للنجوم ولادة، حياة و موت في الفضاء وهي بذلك تتبع نموذج مشابه للعديد من دورات الحياة علي الأرض فهي تولد، تنمو وتعيش لفترة زمنية ثم تموت [2]، ويمكن تقسيم دورة الحياة هذه ألي ثلاثة مراحل ( ا. الولادة والحياة؛ ب. بداية النهاية؛ ج. نهاية النجم) [3].
عملية ولادة النجم تتم في الفضاء الخارجي والذي يبدو للوهلة الأولي فارغاً لكنة في واقع الأمر مليء بالغبار والغاز المنتشرين بشكل ناعم، تسمي هذه المادة المنتشرة في الفضاء بالوسط البين نجمي (Interstellar medium) ، بالنسبة للغاز فيكون مجملة من الهيدروجين (H2)، أما الغبار فمعظمة عبارة عن ذرات مجهريه من الكربون والسليكون ويشكل نسبة قليلة من المادة بين ألنجميه، وفي بعض ألاماكن المادة بين ألنجميه توجد في شكل غيوم كبيرة من الغبار والغاز تعرف بالسديم (Nebula)، وهو مكان ولادة النجوم نظرا لان تكثف الغاز والغبار هو الذي ينتج النجوم وفي واقع الأمر يمكن القول أن شمسنا ولدت علي الأرجح في هذا السديم منذ خمسة بليون سنة مضت[4].
تشكل لنجوم وليدة علي مسافة 1500 سنة ضوئية في الفضاء في غيمة كونية تدعي سديم الجوزاء*
يبدأ النجم بالتشكل عند تكثف كمية من الغاز (غالبا ما يكون الهيدروجين) بسبب قوة الجاذبية وبينما هو في هذه الحالة من التقلص فأن ذرات الهيدروجين ستتصادم ببعضها بشكل متسارع كلما زاد تقلص الغاز وبهذا يسخن ويبلغ من السخونة إلي حد أن ذرات الهيدروجين عندما تصطدم ببعضها يحصل بينها اندماج ذري وتتحول ألي الهليوم و ينتج عن هذه العملية حرارة وطاقة مشابه لتلك التي تحصل نتيجة لانفجار القنبلة الهيدروجينية وهذا ما يجعل النجم يسطع و يشع، تؤدي أيضا الحرارة الناتجة عن عملية الاندماج الذري للهيدروجين ألي زيادة ضغط الغاز حتى يصبح هذا الضغط كافيا للتوازن مع قوة الجاذبية وبذلك يتوقف الغاز عن الانكماش ويصبح في حالة اتزان، نجم متوسط أو ضخم[5].
بعد ملايين و بلايين السنيين و اعتماداً علي كتلته الأساسية فأن النجم سيستنفذ وقوده الأساسي الهيدروجين وغيره من الوقود الذري حيث انه كلما كان النجم أضخم من ناحية الكتلة احتاج لأن يسخن أكثر ليوازن قوة الشد من الجاذبية وكلما زادت سخونة النجم كلما أستنفذ وقوده بسرعة [6]، تبدأ هذه العملية أولاً بنفاذ مصدر الهيدروجين في مركز النجم فتتوقف العمليات الذرية التي تحدث هناك ويقل الضغط والحرارة التي تنتج عن هذه التفاعلات لتعاكس قوة الجاذبية في لب النجم حينها يبدأ غلافه الخارجي ينهار علي نفسه باتجاه مركزه ونتيجة لهذا الانكماش ترتفع درجة الحرارة و الضغط مجدداً وهذا المصدر الجديد سيقاوم قوة الجاذبية ويدفع سطح النجم ألي الخارج ليتوسع بشكل اكبر عما كان علية حجمه من قبل ويسمي النجم حينها العملاق الأحمر [7].
ما سيحدث للنجم بعد هذه المرحلة يتوقف علي كتلته فنجم متوسط في حجم الشمس سيتحول ألي قزم ابيض حيث بعد مرحلة العملاق الأحمر ونفاذ الهيدروجين بالتفاعل الذري متحولاً إلي هليوم يبدأ هو الأخر بالاندماج داخل مركز الشمس ليتحول ألي كربون، تنتج عن هذه العملية طاقة ستحافظ علي هذه الهيئة للشمس لأجل محدد لأن التركيب الذري للكربون قوي جدا لتستمر عملية الانضغاط بواسطة كتلة المواد المحيطة حينها يبدأ النجم بعملية اماعه سطحه الخارجي كسحابة منتشرة ويسمي النجم في هذه المرحلة بالسديم ألكويكبي بعدها يستمر النجم في البرود و الانكماش حتى يتحول إلي قزم ابيض والذي لا يملك أي وسيلة للاحتفاظ بدرجة حرارته لذلك ومع الوقت فسيتحول إلي كتلة مظلمة وباردة تدعي أحيانا بالقزم الأسود وتفقد حينها الشمس خاصية الإشعاع وتسكن [8].
نموذج توضيحي لدورة حياة النجوم، يمكن ملاحظة في الاعلي من اليسار الي اليمين أن نجم متوسط كالشمس يولد بدايتا في السديم الشمسي ثم ينتهي كقزم أبيض ليبرد بعدها ويتحول ألي كتلة مظلمة وينتهي
ثانياً. وجهة النظر الإيمانية وبداية ونهاية الشمس في القران
يتحدث القران الكريم عن الشمس في مواقع كثيرة مشيراً ألي حقائق طالما كانت مثار جدل وغموض للإنسان لا بل إن بعضها لم يتضح إلا من آجال قريبة خاصتاً بعد تطور علوم الفيزياء و الفلك (Astrophysics) وظهور التلسكوبات الحديثة و القران هو كتاب من 1400 عام وقد جاء في فترة كان فيها من الصعب علي الإنسان وبالمشاهدة البسيطة أن يجمع بين حقيقتين أن للشمس بداية وأنها ستمتلك نهاية حيث وكما رأينا أن دورة حياة النجوم تقدر ببلايين السنين ولا يمكن لأحد أن يفطن أو أن يجمع بين هذين الأمرين لكن القران الكريم يشير بوضوح إلي حقيقة أن الشمس خلقت أي أنه كان لها بداية حيث يقول سبحانه وتعالي:
الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [الأنبياء/33].
هنا نري بوضوح أن الشمس مخلوقة من قبل الله لكن ما هو المعني الدقيق لكلمة خلق في لغة العرب ؟
لنفهم معني هذه الكلمة يتوجب الذهاب أولاً إلي معاجم اللغة العربية لنسدل الستار عن معناها، يخبرنا بدايتاً العلامة ابن المنظور في قاموسه لسان العرب عن معني كلمة خلق فيقول : {الخَلْقُ في كلام العرب ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه، وكل شيء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه، أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين} [9]، يخبرنا أيضاً الرازي في قاموسه مختار الصحاح عن كلمة بدأ ما يلي: {بدأ به وابتدأ و بدأه فعله ابتداء و بدأ الله الخلق بمعني} [10]، نلتمس مما سبق المعني الواضح لكلمة خلق وهي بداية الإنشاء وكما رأينا سابقا فأن العلم يقول أن للنجوم بداية وأن الشمس نشأت في السديم ألنجمي من تكثف المادة البين نجميه ألمؤلفه من الهيدروجين وذرات الكربون والسليكون وهنا لنا وقفه مع أصحاب الفكر المادي المدعون بأزليه الماده حيث أنه لو كان الهيدروجين الذي تنشأ منه النجوم أزلي لأحترق كل ما في الكون من هيدروجين متحولاً إلي هليوم وعليه فأن هذه ألماده البين نجميه في حد ذاتها هي حادثه أي بمعني مخلوقة وهو ألآمر الذي يتفق مع ما يدعيه القران في أن الشمس مخلوقة وحادثه.
يخبرنا تعالي في القران في موضع آخر أن للشمس نهاية وأنها تسير ولها اجل وعمر في مواقع كثيرة، يقول تعالي:
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ [الرعد/2].
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [الزمر/5].
تشير الآيتين السابقتين إلي أن للشمس أجل وعمر أي أنها ستصل إلي نهاية، يقول الراغب الأصفهاني في كتابة مفردات ألفاظ القران الكريم ما يلي حول معني كلمة الأجل:
{ الأجل: المدة المضروبة للشيء، قال تعالى: لتبلغوا أجلا مسمى [غافر/67]، أيما الأجلين قضيت [القصص/28].
ويقال: دينه مؤجل، وقد أجلته: جعلت له أجلا، ويقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان أجل فيقال دنا أجله، عبارة عن دنو الموت.
وأصله: استيفاء الأجل أي: مدة الحياة، وقوله تعالى: بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا [الأنعام/128]، أي: حد الموت، وقيل: حد الهرم، وهما واحد في التحقيق} [11].
مرة أخري يؤكد القران الكريم أن للشمس نهاية حيث لا يوجد أي تفاوت بين هذا الكلام ورأي العلم الذي يقول وكما رأينا سابقا أن نجماً في حجم الشمس سينتهي به المطاف كقزم ابيض ثم تدريجيا سيخفت ويذهب نوره ويتحول ألي كتلة باردة سوداء ويتلاشى، هناك أمر أخر يمكن ملاحظته في قوله تعالي: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [يس/38].
الآية السابقة لا تشير ألي أن الشمس تتحرك فحسب بل تشير أيضا ألي أنها ستسكن أي ستبرد ويذهب نورها وهو احد معاني كلمة يستقر يقول إسماعيل الجوهري في قاموسه الصحاح عن معني كلمة سكن ما يلي: {سَكَنَ الشيء سُكوناً: استقرَّ وثبت} [12].
وأختم هذا المجهود المتواضع بقوله تعالي : أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء/82].
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق