قد يبتدئ العشاق في أشواقهم نارٌ تطلُ على جبينِ الحبِ في كلِّ زوبعةٍ من انفجاراتِ الوجدانِ اليوميةِ التي يتحصلُ عليها الفردْ العاشقْ من صبوةِ جوى البعدِ المقررِ للأيامِ التي تلي اللقاءْ ...
أما أنا يا حبيبتي فشاعرٌ والشاعرُ يجدُ نفسهُ ملزماً في تسييرِ الليلْ صوبَ القمرْ والنهارْ صوبَ الشمسْ في أيامِ عشقهِ وملزماً أيضاً بان تكون عاشقتهُ ملهمةُ العشقِ الأول في جغرافيةِ العشقْ وكيمياءِ الحبْ وفلسفةِ الغرامْ ..
أيتها الحبيبةُ .. يومي هذا هو الأصعب في حدثكِ الكوني الذي التقيتكِ بهِ وكان للصدفةِ العاشقةِ التي أجمعتنا في طريقٍ واحدٍ عاشقةٌ أيضاً وكانَ الهذيانُ يرسمُ بها جداً حتى أفاقتْ بعد عشر سنوات عشقية من تاريخِ لقاءاتنا كانَ قدّ فاتَ الأوان على منعِ الانصهارِ الكوني و تدفق الموسيقى مع أشعة الشمس والشعر مع الهواء والحب مع الوقت ....
قد ينجلي الليل ويرحل يوما أخر لا أرى فيه بسمتك ولا استطيع أن اشرب من موسيقى شفتيك وأحلام المستقبل القابعة خلف عينيك سيحدث هذا وإنا على أهبة الاستعداد الشعري الكامل للرحيل صوب البعد الرابع من الحياة والسير بكل منعرجاتها التي لا تحتوي صورتك آو انسدال الشعر آو الاخضرار المستوطن في دفئ قلبك وربما لا يمكنني أن أتبضع كعادتي اليومية من جسدك المخمورِ بالزهرِ الأحمرِ والزهرِ الأصفر والرمان ..
يا وجهي الأخر في دنيا تنحرف عن مسارها اليومي وكأنها حلقة مفرغة بالأكاذيب..
تداخلي بي بعد هذا الغياب واسترسلي كما الماء فوق الياسمين حتى لا يكون للمسافة في البعد حق علينا تأخذه في كل يوم ...
حبيبتي ارسمي وردة واكتبي فوقها اسمي وانحري فوقها قصيدتي الأخيرة وانتظري مدة قصيدة واحدة أو قصيدة ونصف وانظري ستجدي أن البحر الكبير قد تجلى بين يديك وان نجم الشمس الحارق صار عهدة يرتمي بين يديكِ الرقيقتينِ والقمر المجنون القابع في قلب السماء طفل صغير تدليله كما تشائين وكما ترغبين ..
حبيبتي .. الليل طويل ولازلت على لهفتي للقائك منذ الصباح ولا زال أنين الوله احمله كبقعةٍ أود أن ارفعها وانحني لجمال شوقك البهي ولا زالت حروفي في كامل هذيانها مستعدة بتنهيداتهاالمتتالية ان ترسمك لوحة سريالية مرصعة بالشعر ..
لا ادري ربما لا تكون رسالتي رسالة عادية كباقي العشاق ولا أظنني كتبتها على ما سبقني الأقران من العشاق بنمط الكتابة ألا أنني اعرف شيئا واحدا هو أنني في الحب لا أرى سوايَّ وفي الوله لا اعترف بأحد سوايَّ ربما لان العشقَ رجلٌ أناني والغرام امرأة جامحة لا يرتضيان لمن يعتريانه التكرار ..!
آيتها الساكنة في منتصف القلب ترنمي الليلة وحدك فأنا اليوم قد أرست كلُّ سفني البحارة قرب عينيك فتدللي وارقصي وافعلي ما تشائي من سكنات ولمسات فالحب اليوم قد اكتمل بليلته الأخيرة وبدا بدرا منيرا عاشقا مثلي ومثلك
أقبلي بسرعة الموعدِ ألي وضلي بقربي بطول الفراق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق