Wikipedia

نتائج البحث

النفس حيرى

3efrit blogger

الأحد، 12 يونيو 2011

أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة





أمازيغ "القبائل" المسلمة.. أوراق مطوية من تاريخ المقاومة
كتاب يذكرنا بواحدة من العبر الكبرى التي تضمنها كتاب العلامة ابن خلدون الذيألَّـفه قبل نحو 6 قرون أثناء إقامته بقلعة ابن سلامة في غرب الجزائر، واشتهر باسمكتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذويالسلطان الأكبر"، ذلك هو الكتاب الصادر في منتصف عام 2002 عن دار "ثالة" بالجزائر،ترجمة الأستاذ موسى زمولي لكتاب محمد الصغير فرج من الفرنسية إلى العربية بعنوانتاريخ "تيزي وزو.. منذ نشأتها حتى سنة 1954"، في 246 صفحة من القطع المتوسط. أماأصل العنوان الفرنسي للكتاب فهو
: "Histoire de Tizi-Ouzou et de sa region des origins a`1954".

وهذه العبرة الكبرى التي يذكرنا بها الكتاب تشير إلى أنالإسلام هو العروة الوثقى التي ربطت بين أبناء بلاد المغرب كافة من العرب والبربر (الأمازيغ) وغيرهم من ذوي الأصول العرقية المختلفة، وأنه هو الذي حافظ على خصوصياتهؤلاء وأولئك في الوقت نفسه، وصارت رابطة الأخوة الإسلامية تستوعب داخلها وتحتعباءتها كافة الروابط والولاءات العشائرية والقبلية والجهوية، وهذا ما أكده مؤلفالكتاب، وهو من أصل أمازيغي
.

عندما وقعت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي سنة 1830 وجه الداي حسين (الوالي العثماني للبلاد آنذاك) نداءً عامًا من أجل الجهاد،فلبت النداء منطقة القبائل كلها (ص59)، وتوجه المتطوعون إلى الجزائر العاصمةيتقدمهم شيوخ الزوايا وأئمة العشائر والقادة السياسيون. وبالرغم من تغلب جيشالاحتلال وسقوط البلاد تحت سيطرته؛ فإن روح المقاومة لم تخمد في كافة أرجاء البلاد،إلى أن نالت البلاد استقلالها بعد 130 عامًا
.

ظهر بين صفحات الكتاب المجهودالذي بذله الكاتب في توثيق الأدوار التي قام بها أبناء القبائل في مقاومة الاحتلال؛معتمدًا في مراجعه على شهادات الأعداء، وهو الجهد الذي يضفي على الكتاب أهمية كبيرةمن الناحيتين العلمية والتأريخية
.

ومما يزيد من أهمية الكتاب أن المؤلفبحكم انتمائه السابق لفصائل المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال، ولكونه واحدًا منأبناء القبائل.. وجد أن من واجبه أن يذكر الحقيقة كاملة كما تجلت أمامه من خلالالمصادر التي اطلع عليها، وكما عرفها هو بنفسه بالنسبة للأحداث التي عاصرها وشاركفيها؛ إذ التزم بسرد الرواية كاملة بحلوها ومرها: بطولات المجاهدين، وخياناتالخائنين -أو ما أطلق عليهم مصطلح "القومان"- من بعض ضعاف النفوس الذين تعاونوا معسلطات الاحتلال. وكما يحدث للخونة في كل عصر ومصر لقي "القومان" أسوأ مصير؛ إذ ألقتبهم الذاكرة الوطنية في مزبلة التاريخ من جهة، ولم ينفعهم أسيادهم المحتلون من جهةأخرى، بل ولم يستثنوهم من الإجراءات المتعسفة والسياسات الظالمة التي طبقوها علىأهالي البلاد عامة
.


عبد القادر الجزائري مع القبائل

يقول المؤلف: إن الأمير عبد القادر الجزائري عندما كان يجوب الجزائر لحشد الجهود لمقاومةالاحتلال استقبلته القبائل بحفاوة في سنة 1837، وإنه خطب فيهم وحذرهم من الطموحاتالفرنسية وطلب تأييدهم. وعندما سأل مرافقه وكان أحد رجال القبائل عن الإجراءات التياتخذوها لصد الهجوم الفرنسي المحتمل، رد عليه بأنه "طالما هم تحت حماية الأولياء.. فلا داعي للخوف"، فانزعج الأمير ورد عليه قائلاً: استيقظوا واتركوا هذه الخرافاتجانبًا (ص71). وعين سي أحمد الطيب بن سالم خليفة عنه في سباؤو، وأبدى العمراويونتأييدهم للأمير، وقدموا لمساعدته 150 بغلا محملا بالتين والزيتون والصابون؛ مساهمةمنهم في توفير احتياجات المجاهدين. وعمومًا فقد لقي الأمير ترحابًا شعبيًا هائلا،وسرعان ما أعلن الجهاد بمناسبة عيد الأضحى الذي وافق يوم 20-11-1838؛ بعد أن انتهكالفرنسيون معاهدتهم معه، وبرز فرسان عمراوة من أبناء القبائل بقيادة ابن سالم نفسه،وأبلوا في القتال بلاءً حسنًا، وشنوا على قوات الاحتلال هجومًا بدل أمنهم خوفًا
.

واستمر سي أحمد الطيب بن سالم خليفة الأمير عبد القادر، يقود المقاومة لمدة 10 سنوات متواصلة، إلى أن تقلصت نشاطاته في بداية سنة 1846؛ بسبب تفوق العدو عددًاوعتادًا، إلى جانب خيانة البعض، واستسلام البعض الآخر، فاستدعى الأمير مرة أخرى إلىمنطقة القبائل ليرفع معنويات المجاهدين، ويحثهم على استمرار المقاومة، وكان له ماأراد
.

واستمرت المقاومة بالرغم من الخسائر التي لحقت بها على يد المارشالالسفاح الفرنسي بيجو، وسرعان ما ظهرت شخصيات جديدة على الساحة لتستأنف الجهاد فيمنطقة القبائل، وكان منهم شريف يدعى سي محمد الهاشمي الذي حظي بتأييد سي الجودي،خليفة الأمير عبد القادر على مدينة بجاية آنذاك، كما حظي سي الهاشمي بتأييدالمجاهدة لالة فاطمة نسومر(ص95)، وظل يقاتل إلى أن استشهد في 3-10-1849 في كميننصبه السفاح الفرنسي النقيب بيبتر
.



لالة فاطمة.. مجاهدة البربر











ويتوقف المؤلف أكثر من مرة عند المجاهدة المسلمة لالة فاطمة نسومر
(وهي من نساء البربر)، فيذكر أنها عرفت بالتدين وبحبها الشديد للوطن، وأنها ساندتأخاها الأكبر سي الطاهر عندما تولى قيادة المقاومة وشرع في تجنيد المسلمين (أيالذين وهبوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله)، كما ساندت الشريف بوبغلة في توجيه ضرباتموجعة لقوات الاحتلال قبل أن تتمكن تلك القوات من إخضاع منطقة القبائل في سنة 1857. وفي 11 يوليو من تلك السنة اعتقلت فاطمة نسومر هي وعائلتها وتعرضت للاضطهاد والنفي،ولم يراعِ الاحتلال حرمتها.

أما الشريف بوبغلة فقد تصدى لقيادة المقاومة فيجبال جرجرة سنة 1851، واستمر جهاده طيلة 4 سنوات متواصلة، كما يسجل المؤلف بطولاتعدد آخر من الشرفاء (أي المنتسبين إلى النسب النبوي
).

ويستوقفنا ظهور هؤلاءالأشراف في تلك المنطقة؛ حيث إن هناك جدلاً دائرًا منذ عشرات السنين حول الأصولالعرقية لأبناء القبائل في الجزائر بصفة خاصة، والأمازيغ في شمال أفريقيا بصفةعامة؛ فالمستشرقون ودوائر الاستعمار الفرنسي القديم ذهبوا إلى ترجيح الأصل الآريلهم، ومن ثم يرون أنهم جزء من الأوربيين
.

أما المؤرخون العرب والمسلمونوالقوى الوطنية في بلدان المغرب العربي؛ فيؤكدون على أن أرومة البربر شرقية عربية،وأن أصولهم ترجع إلى قبائل حمير بجنوب الجزيرة العربية، وقد جزم ابن خلدون في ديوانالعبر بعروبة صنهاجة وكتامة، وهما من أشهر قبائل الأمازيغ، كما تؤكد على ذلك دراساتلغوية قام بها عديد من العلماء والمختصين -من المنتمين إلى البربر في أكثر من بلدمغاربي- من أمثال الأستاذ محمد شفيق عضو الأكاديمية المغربية، والباحثان أحمد بودهمان ومحمد الفاسي
.

ونضيف أن ظهور الأشراف في منطقة القبائل والتفاف أهلهاحولهم -كما ذكرنا- قد يزيد من قوة الرأي القائل بعروبة البربر، خاصة أنهم تعلقواباللغة العربية، وكانوا دومًا أوفياء للثقافة العربية التي عرفت العربي بأنه كل مننطق العربية. وعلى أي حال فكما يقول المؤرخ الجزائري عثمان سعدي -وهو من أصل بربري- فإن البربر تحولوا إلى حماة للإسلام ودعاة له، وصارت منطقة القبائل معقلاً للحركةالوطنية الجزائرية في جبال الأوراس
.

وكعادة سلطات الاحتلال الأوروبي لمختلفبلدان العالم الإسلامي لم يراعِ المحتل الفرنسي حرمات المسلمين، ومارس ضدهم كافةأساليب القمع الوحشية، واتبع ما أسماه المؤلف "سياسة الأرض المحروقة" للقضاء علىمقاومة الجزائريين في منطقة القبائل وفي جميع أنحاء الجزائر؛ فقطع الأشجار وقتلالرجال والنساء والأطفال والشيوخ، ودمر البيوت، وأضرم النيران في القرى والعروش (القبائل بالجبال) فيما سمي آنذاك "جولات جمع العلف"، وأجبر الأهالي على تغييرأسمائهم وألقاب عائلاتهم تبشيعًا لهم، وإمعانًا في انتهاك حقوقهم
.

الفرنسةوالتنصير




المجاهدون الجزائريون يقفون في وجه اعتى قوة استعمارية في شمال افريقيا
بالرغم من وقوع منطقة القبائل الكبرى تحت سيطرة الاحتلال سنة
1857، وبالرغم من شدة الإجراءات القمعية التي اتخذتها سلطات الاحتلال.. فإن روحالجهاد لم تهدأ في أي وقت من الأوقات، واستمرت أعمال المقاومة بصورة متقطعة، وسرعانما تفجرت مشاعر الغضب لدى عموم القبائل في الانتفاضة التي قادها سي محند أمزيانمنصور المقراني، وذلك في مطلع سنة 1871، واستطاع هو وجنوده الأشداء من أبناءالقبائل إلحاق خسائر فادحة بجنود الاحتلال؛ لدرجة أن العدو كان يدفن قتلاه سرًا لكيلا تنهار معنوياته من جهة، ولكي لا تتعزز معنويات المجاهدين من جهة أخرى.

وإلى جانب تلك البطولات العسكرية التي لم تنقطع من أبناء القبائل ضدالاحتلال، يروي لنا الأستاذ فرج -مؤلف هذا الكتاب- صفحات رائعة من جهادهم على جبهةأخرى كانت أشد ضراوة من الجبهة العسكرية، ألا وهي جبهة المحافظة على الهويةوالعقيدة الدينية في مواجهة محاولات الفرنسة والتنصير
.

لقد كان من تداعياتاحتلال منطقة القبائل الكبرى سنة 1857 أن شرعت سلطات الاحتلال في تطبيق سياسةالفرنسة من ناحية، وتضاعفت جهود رجال الكنيسة الذين رافقوا جيش الاحتلال من أجلتنصير أبناء القبائل من ناحية أخرى
.

ومن التفاصيل التي أوردها المؤلف يتضحأنه بينما كانت سلطات الاحتلال تكثف إنشاء المدارس الفرنسية، وتحارب التعليمالعربي، وتغلق مكاتب تحفيظ القرآن، وتسعى لإلغاء التشريع الإسلامي من حياة القبائل،وتفرض القانون الفرنسي بدلاً عنه، فيما عرف بقانون القبائل (أو الظهير البربري).. فإنها سعت لتكريس الانفصال بين ما أسمته قرية "تيزي وزو" الأوربية، وقرية "تيزيوزو" المسلمة؛ فاختصت القرية الأوربية بكل الخدمات والمرافق الحديثة، وطردت من كانفيها من المسلمين أصحاب البلد الأصليين، وفي الوقت نفسه سلبت القرية المسلمةممتلكاتها، وحرمتها من كافة الخدمات والمرافق التعليمية والصحية، حتى المغاسل التيكانت نساء المسلمين يستعملنها في النظافة استولت عليها وخصصتها للأوروبيات (ص171
).

وفي ظل تلك الأجواء انتعشت آمال الكنيسة في تنصير القبائل، وأرسلت أشدالقساوسة المتحمسين لديها للقيام بهذه المهمة على فترات متلاحقة، وكان منهم الأب Creusat، والكاردينال Lavigerie الذي استقدم كثيرين ممن سموا "الآباء البيض" و"الأخوات البيض" أو "الراهبات"؛ لتسهيل الوصول إلى الأسر المسلمة. ثم حضر القسيس Emille Rolland البروتستانتي في سنة 1908 إلى تيزي وزو ومعه زوجته، وكان من أكبرالمنصرين المتعصبين وأكثرهم جرأة ووقاحة في عدم احترام مشاعر المسلمين
.

ولكن ما حدث على أرض الواقع كان مختلفًا؛ فبالنسبة للتنصير يقول المؤلف: إنالفشل الذريع كان من نصيب كل تلك الجهود التي سعت لتنصير أبناء القبائل، هذا بالرغممن المصائب التي حلت بسكان القبائل على يد سلطات الاحتلال كما ذكرنا، وبالرغم منالحيل التي استخدمها أولئك المنصرون من خدمات اجتماعية وعلاجية وإغراءات ماليةللفقراء، بالرغم من كل ذلك؛ فإنهم لم يفلحوا في تنصير ولو فرد واحد (ص142، وص190،وص193)، وإضافة إلى ذلك فإن فرع الكشافة الذي أنشأته أسرة القسيس Emille في تيزيوزو ودخله بعض شباب القبائل، تمكن شباب القبائل من جعله نواة لتأسيس "الكشافةالإسلامية الجزائرية" بتيزي وزو ومنطقة القبائل كلها
.

أما بالنسبة للفرنسةفيؤكد المؤلف أن مشروع الفرنسة والتمييز بين العرب والأمازيغ على أساس أن الأمازيغأسمى منهم.. "فقد لاقى معارضة شديدة من السكان المعنيين بالأمر، وخاصة عندما لاحظواأن فتح مدرسة فرنسية يقابلها في كل مرة غلق زاوية أو مدرسة من مدارس تحفيظ القرآن" (ص188). ومن المفارقات التي يذكرها المؤلف أن دعاة التفرقة بين العرب والأمازيغ علىأساس عنصري كانوا يقدمون فكرتهم على أنها عمل حضاري وتقدمي (ص188)، وأنه كان فريقمن المستوطنين الفرنسيين يعارضون إنشاء المدارس الفرنسية؛ لا لأنهم ضد سياسةالفرنسة، ولكن لأنهم ضد تعليم أبناء البلاد أصلا
.

جمعية العلماء وسطالقبائل


مع بداية القرن العشرين بدأت مرحلة جديدة من النضال ضد الاحتلالالفرنسي للبلاد، وكانت نخبة من الشباب المسلم قد تخرجت في المدارس الفرنسية، وظهرتفي البداية حركة اندماجية سميت "الشبيبة الجزائرية" سرعان ما انقسمت إلى اتجاهين: أحدهما متمسك بالاندماج الكامل مع فرنسا، أما الثاني فقد كان مؤيداً بالأمير خالدحفيد الأمير عبد القادر الجزائري، وطالب بحرية الشعب وحقه الكامل في الاستقلال،والتخلص من النظام اللاإنساني الذي فرضته فرنسا على المسلمين
.

وقد شهدت تلكالمرحلة ظهور الأحزاب الوطنية والجمعيات الإسلامية، وكان المؤلف أحد المناضلينالذين انخرطوا في صفوفها منذ البدايات الأولى. وكان أبناء القبائل من أوائلالمشاركين في تلك الأحزاب والجمعيات، وفي مقدمتها جمعية العلماء المسلمين التيأسسها الشيخ عبد الحميد بن باديس، وذلك بمدينة الجزائر العاصمة في مايو سنة 1930،وكان ممن شاركه في تأسيسها من أبناء القبائل الشيخ علي أوليخار، وكان يتردد علىتيزي وزو لنشر أفكار العلماء فيها وفي المنطقة كلها؛ وذلك عن طريق خطب ودروس خاصة،وأثمرت جهوده في إعداد العناصر التي قامت فيما بعدُ بنشاطات ثقافية على منهج جمعيةالعلماء، لم تشهد تيزي وزو مثلها قط
.

ويروي المؤلف قصة تأسيس الكشافةالإسلامية بالجزائر؛ فيقول: إنها بدأت بمبادرات محلية ومستقلة في الثلاثينيات إلىأن أنشأ محمد بو راس فيدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية، وكان من رواد جمعيةالعلماء المسلمين، وحكمت عليه سلطات الاحتلال بالإعدام، ونفذت فيه الحكم رميًابالرصاص يوم 27 مايو 1941. وكانت مجموعة الهلال بتيزي وزو من بين تلك المجموعاتالتي أسهمت في توحيد الكشافة الإسلامية الجزائرية على المستوى الوطني
.

ويكشف لنا المؤلف عن حالة الهستيريا التي أصابت سلطات الاحتلال وأذنابها،وجعلتها لا تطيق ظهور أي نشاط منظم يقوم به أبناء القبائل، حتى ولو كان نشاطًارياضيًا أو ترفيهيا. ويمضي المؤلف في وصف أشكال متنوعة من المقاومة التي قام بهاأبناء القبائل جنبًا إلى جنب مع بقية الشعب الجزائري، وينهي كتابه بالحديث عنالاستعداد لاندلاع ثورة التحرير في أول نوفمبر 1954، وما سبقها من ظهور القوىالحزبية السياسية والوطنية، مثل حزب نجم شمال أفريقيا، وحزب اتحاد ديمقراطي بيانالجزائر، وحركة انتصار الحريات والديمقراطية
.

والحاصل أن منطقة القبائل -وفي القلب منها تيزي زوز- كانت في مقدمة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، وانخرطأبناؤها في الأحزاب الوطنية والجمعيات الإسلامية والأنشطة الرياضية والثقافية،وفشلت كافة محاولات الاحتلال من أجل عزلهم عن عموم الجزائريين، وشاركوا معهم فيكافة مراحل الكفاح، إلى أن نالت الجزائر حريتها واستقلالها بعد حرب التحرير التياستمرت من سنة 1954 إلى سنة 1962، وبعد أن ضحى الشعب بمليون ونصف مليون شهيد من كلفئاته وجماعاته
.

وبالرغم من اندحار الاحتلال الفرنسي ورحيله عن الجزائر منذ 40 عامًا فإن اهتمام النفوذ الفرنسي الاستعماري بإثارة البربر لم يتوقف، بل زادوأضحى أكثر كثافة وأشد خطرًا، ليس على الوحدة الوطنية للجزائر فحسب، وإنما على وحدةبلدان المغرب العربي كله
.

وأخيرًا فإن هذا الكتاب يعتبر مساهمة قيمة فيكتابة التاريخ الحديث للجزائر، وقد استطاع المؤلف أن يقدم لنا صورة متكاملة عن جانبمن الكفاح البطولي لشعب الجزائر. وبفضل الترجمة الممتازة التي نقله بها الأستاذموسى زمولى إلى العربية أصبح نافذة لأهل المشرق العربي كي يطلوا من خلالها على بعضإخوانهم من أهل المغرب وهم يسطرون صفحاتمجيدة.



ليست هناك تعليقات: