ياصبر صنعاء صبرا إنني وجـِلُُ
من كل آت ٍ على أرضي سيـفتـعل ُ
ناديتُ صحتُ ،بح الصوت، ماسمعوا
كأنما القوم ُصموا بعد أن جهلوا
قد أشعلوا النار في أصقاعنا شُعل ُ ُ
وأججوا الحقد في الأخوان وانتحلوا
قول النبي أنا المعصوم فاستمعوا
ثم أنصتوا للذي قد جئتُ وامتـثلوا
نسوا تناسوا بأن القول مُنزله ُ
رب السماءِ، لا ، من دأبه ُُ الزلل ُ
عار على من تسمى (الآل) شرّفه ُ
أن يقتل الناس ظلما ً دونما خجلُ
يا من تعالى وأدنى الناس في رتب ٍ
إنا جميعا ً لأ َبناء لمن دخلوا
في جنة الله ثم أ ُهبطوا وكذا
ساروا شقاءً بدا ر ٍ أرضها نزلوا
نحن بنو الطين من ماء ٍ سلالتنا
والروح منهُ تجلت في الورى ُحلل ُ
مآلنا الأرض للديدان تأكـلــنا
لن يرقى منا سوى من بالتقى شـُغلوا
يا أبن من تدعي في (إلـّه ِ)نسباً(*1)
هلا قرأت كلاماً جاءَ مُكتمل ُ
لستُ سوى بشر ٍ يوحى إلي َ وإن
أتاني وحي ُ ُ فإني الأمر أمتـثل ُُ
ذاك الذي صح من أقواله ِ سنناً
فأين من هذا أنت أيها الرجل ُ
وأين انتم جميعا ً من تواضعهِ
آم أنتمُ فوقه ُ للأصل تنتحلوا
****
َمددتَ كفاً إلى الأعداء ِِ تنشدها
أن تـُضرم النار في أرجائنا شـُعل ُ
وقـُدتَ حزبا ً تمادى في جهالته ِ
قد أعمل السيف في أعناقنا نِصلُ
ما ذنب طفلٍ تلهى حول منزله ِ
وطاعن ُ ُ في بـيوت الله يبتهل ُ
ونسوة في ديار ٍ قر مَسكنها
انظر إليهم ، ألا يبكيك أن قـُتلوا؟
فكف زعما بأن الدين خوَلـَكم
حكم البلادِ وأعطاكم بها جَمل ُ
لا ناقة في بلادي لا ولا جملُ ُ
لمن يداه ُ بشق الصف تغتزل ُ
الجهل يـُفضي بأرباب الغرور إلى
دنيا الحماقات يُغشي كل من جهلوا
****
يا صبر صنعاء ، صبراً للذي فعلوا
فأنت ِ أمُ ُ ودأبُ الأم تحتمل ُ
كنتِِ الأمان لشعب ٍ ، مهد أفئدة ٍ
فما لأبنائك ظلوا وما عدلوا
قبائل الأمس عادت من غياهبها
لتـُحيِّ ما كان في أسلافنا ، هُبل ُ
من كل حدب ٍ أتوا من كل ناحية ٍ
أتوك ِ يرجون منك ِ كل ما أملوا
العرش والمجد والدينار بغيتهم
وما لأجلك ابدوا حسن ما سألوا
ما ضرهم لو فدوك ِ أنت غايتهم
لنالوا عزاً وأضحى مجدهم جذل ُ
*******
يا صبر صنعاء ، ابكي كل من رحلوا
وانعي الرجال الذين بالدما بذلوا
فما استكانوا وماتوا دون تربتها
ووحدة الأرض كانت عندهم َمثل ُ
ياصبر صنعاء ، ماذا، هل همُ سألوا؟
يوما ً عن الناس هل ناموا و ما أكلوا
الفقر أبلى العظام ، والفساد بنا
يستشرى والحق أضحى عندنا أمل ُ
والأفق يوحي بليل ٍ لا صباح لهُ
والسبع ُ خمصُ ُ عجاف مالها أجلُ
تـَربص القوم ، فيك ِ سلوا أسيفهم
والأمر ما عاد يا صنعاء يُحتمل ُ
خمسون عاماً وقبلُ ُ الفُ مَر بنا
إلى الوراء نُجرُ ، فيها نرتحل ُ
وليس يكفي فهذا جاءَ من دبر ٍ
يريد ما كان؟ قال جئت أنفصل ُ؟
الغرب يجمع أشتاتا ونحن هنا
نمخض الأرض كي تؤتي لنا دولُ ؟
قد مزقتك ِ أيادٍ قالوا خارجة
عن الديار، فقلت بل همُ الأهل ُ
كذا الزعيم على الخمسين ما فتيا
يُلقي السنين َ على أنفاسنا عِلل ُُ
عشرون عاما قبلناها على مضض ٍ
فكيف با لآت ِ قولوا كيف نحتمل ُ
الكل يمضي و يناءَ عن مواطنه ِ
يطارد العمر جرياً علـّهُ يصل ُ
فويكَ أن بلادي لا يُراد لها
عيش يُصان بها الإنسان والنِحل ُ
مثل السراب تراء العيش في بلدي
غـُصت نفوسُ ُ بها ،تبكي لها المقل ُ
أم ُ ُ رءومُ ُ بلادي ، صدر حانية ٍ
لكل من يرتجي في فيِّها ظـُلل ُ
قد قطعوها ، تمادوا في تمزقها
ياويح قومي ــ وويلُ ُ للذي فعلوا
يا صبر صنعاء، صبرا أنني ثمل ُ ُ
من مقلة ٍ غيثها كالسحبِ ينهملُ
استشهد القول في ختمي لنائحتي
من شعر ِ فحل ٍ على بغداد يرتجلُ
. واضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها
تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!2*
تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!2*
___________________________
*1.إلّهِ: من (آل) أي الأهل او النسب .
*2 هذا البيت مقتبس للشاعر العراقي الكبيرعبد الواحد عبد الرزاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق